إيران وحزب الله وضرب سوريا

إيران وحزب الله وضرب سوريا

بعد أن شاركت إيران ووكيلها المعتمد في لبنان حسن نصرالله في قتل آلاف السوريين وتشريد الملايين في سبيل الابقاء على النظام السوري، هل ستتجرأ على استخدام صواريخها ضد القوات الأميركية أم أن الحسابات تختلف عندما يتعلق الأمر بالولايات المتحدة؟.
هل ستتحول الخطب الحنجورية لحسن نصرالله إلى أفعال أم أنها شعارات جوفاء لا تسمن ولا تغني من جوع؟.
ها هي قوى الاستكبار العالمي قد أتت لضرب حليفهم، فهل ستزلزل الأرض زلزالها أم هل تتحول مياه البحر إلى نار تحرق المعتدين بفعل الضربات الهائلة التي سيوجهها نصرالله للأميركيين؟.
وها هي المنازلة الكبرى التي تحدث عنها نصرالله، فليتفضل الآن بتحويل خطبه النارية إلى أفعال على الأرض وليطلق صواريخه على الأميركيين.
لا أعتقد أن إيران سوف تطلق رصاصة واحدة على القوات الأميركية، لأن إيران لا يشغلها سوى الاستفادة من كل المواقف وجمع ما أمكنها من الغنائم، وطالما أن الضربة الأميركية تضمن لها وجودا قويا في سوريا بعد تقسيمها فلا بأس أن تتم الضربة ولا بأس أن يسقط الأسد، فهي تستخدم الأسد وتستخدم حزب الله لتحقيق مصالحها، وطالما أن هذه المصالح ستكون مضمونة وطالما أنها ستتسلم حصتها في سوريا كما سبق وتسلمت العراق على طبق من فضة فكل شيء جائز.
أنا لم أقتنع يوما في مسألة العداوة بين إيران وبين قوى الاستكبار العالمي، كما تسميها، رغم كل طبول الحرب التي دقت على مدار سنوات بسبب البرنامج النووي الإيراني، فكل الأحداث التي مرت بمنطقتنا وكل الحروب التي خاضتها أميركا في بلاد العرب والمسلمين لم تحقق سوى مصلحة إيران وإسرائيل، فضرب أميركا للعراق والقضاء على الجيش العراقي خدم إسرائيل وقدم العراق لقمة سائغة لإيران.
أميركا تستخدم إيران فزاعة لتخويف دول الخليج وابتزازها، وإيران تعزف معها نفس اللحن وتطلق التهديدات من وقت لآخر لكي تزيد من مصداقيتها، وفي النهاية تتحقق المصلحة المشتركة لكل منهما.
وإيران تمارس الأكل بأسنان غيرها، فهي تستخدم حزب الله وتستخدم النظام السوري وتستخدم جمعية الوفاق البحرينية لمناكفة وإزعاج من تريد إزعاجهم طوال الوقت، أما قوتها العسكرية فلن تستخدمها بشكل مباشر إلا في الدفاع عن نفسها حال تعرضها لهجوم مباشر، وبالتالي لن تفعل شيئا للأسد، بل قد تتفاوض في السر مع الأميركيين حول مسألة تقسيم سوريا بعد سقوطه.