إيران وإسرائيل وابتزاز المنطقة

إيران وإسرائيل وابتزاز المنطقة

مواقف القوى الإقليمية والدولية من الدول العربية خلال هذه الفترة تبين إلى حد بعيد أن الأمم قد تداعت كلها على العرب، وأن العرب قد أصبحوا كالأيتام على موائد اللئام.
من يتابع الأخبار التي تتداولها وسائل الإعلام لمدة دقائق معدودة يعرف حجم المحنة التي أصبحنا فيها حاليا، فها هي إيران بعد سنوات من الخطب النارية المعادية لإسرائيل وللشيطان الأكبر والتهديد بإزالة إسرائيل من الوجود، ها هي تعلن اعترافها بالهولوكوست وتقدم يمين الولاء والطاعة لأميركا وإسرائيل لمجرد حصولها على 550 مليون دولار من أموالها المجمدة.
 هذا الموقف يذكرنا بكتاب “التحالف الغادر” للكاتب الإيراني الأصل “تريتا بارزي” الذي يبين أن أميركا وإيران وإسرائيل يختلفون في الظاهر فقط ولكنهم يتفقون ضمنا على احترام مصالح بعضهم البعض ويمكن أن يتبادلوا الهدايا ويقتسمون الغنائم فيما بينهم على حساب المنطقة التي نعيش فيها، ويذكرنا بكاتب صحافي إيراني آخر يسمى نادر كريمي تم سجنه في عهد الرئيس أحمدي نجاد وتم تعذيبه في السجون الإيرانية وانتزعت منه الاعترافات التي عوقب بموجبها قسرا من قبل الأجهزة الأمنية الإيرانية.
 يقول كريمي الذي كانت له لقاءات مطولة مع ضباط من الموساد الإسرائيلي حسبما ذكر للعربية نت إن الحرب بين طهران وتل أبيب لا تتجاوز الحرب الكلامية، وإن الحرب الكلامية والعنتريات التي تخوضها طهران ضد تل أبيب أوهمت المسلمين أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ألد أو على أقل تقدير أحد ألد أعداء إسرائيل وأهم حماة الفلسطينيين أو أحد أهم حماتهم في العالم..
 ويضيف هذا الرجل أن حكومتي إيران وإسرائيل حولتا الصحافيين إلى أداة للنفخ في بالون العداء بين البلدين، وإلى أدوات مثيرة في مسرحية التخاصم بينهما، إلا أن ثمة واقعاً آخر خلف ستار هذه التمثيلية.
 إيران لا تعرف إلا مصلحتها، ولا فرق بين إيران التي يحكمها ملالي الثورة وبين إيران التي يحكمها أي مجموعة أخرى من الناس، وسوف ترى الأمة الإسلامية في قادم الأيام مفاجآت وتنازلات أخرى ستقدمها إيران للغرب، طالما أن مصالحها مصانة.
إيران يمكنها التضحية بالنظام السوري ويمكنها أن تضحي بحزب الله نفسه طالما أن برنامجها النووي باق ولا يمس.