بثينه خليفه قاسم
٣ سبتمبر
انتظار غودو.. أم انتظار الولي الفقيه ؟
“في انتظار غودو “هي مسرحية في الأدب الإنجليزي للكاتب صمويل بكيت والتي يعبر مضمونها باختصار شديد عن انتظار ما لا يأتي.
أما إنتظار الولي الفقيه، فأقصد به انتصار حسن نصر الله لأوامر الولي الفقيه فيما يتعلق بتوجيه ضربة لإسرائيل ردا على الضربة التي وجهتها الأخيرة لأهداف تخص حزب نصر الله في سوريا وفي لبنان.
الكل ينتظر ،وجميع صحف العالم تدق طبول الحرب وتتساءل متى تشتعل النار من جديد في هذه المنطقة التي تتوالد فيها الحروب يوما بعد يوم دون أمل في نهاية قريبة لمسلسل الدمار والدم الذي تديره قوى دولية وإقليمية ويدفع تكلفته أصحاب هذه المنطقة المنكوبة .
حسن نصر الله كالعادة أطلق تهديداته الحنجورية وذكرنا بعام ٢٠٠٦ عندما قال أن صواريخه ستصل إلى ما بعد بعد بعد حيفا ،ولكنه حتى الأن لم يفعل شيء .
منظروا الحزب والمقربون منه يبررون الأمر بأن حزبهم ينتظر انتهاء الاحتفالات الخاصة بذكرى اختفاء الامام موسى الصدر الذي يوافق الحادي عشر من سبتمبر حيث يخشون أن تقوم إسرائيل بتوجيه ضربات ضد المدنيين في هذه الظروف .
مبرر غريب وغير مقنع، فالخوف على المدنيين أو حتى الخوف على لبنان كله ليس هو ما يمنع نصر الله من توجيه ضربات ضد إسرائيل ،فالشيء الوحيد الذي يحرك نصر الله هو الأوامر الإيرانية، وكل تحركات حزب نصر الله تتم باوامر إيرانية مباشرة ،وحتى مراكز قواته التي قامت إسرائيل بضربها في سوريا قد ذهبت الى هناك بأوامر إيرانية.
وضربات نصر الله لإسرائيل لن تتم إلا إذا صدرت الأوامر من الحرس الثوري الإيراني.وبما أن إيران لا تريد أي مناوشات في هذه اللحظة التي تشهد صراعا بينها وبين الولايات المتحدة في المنطقة ،فلن تأتي الأوامر الآن .وبما أن الولايات المتحدة قد أوعزت الى إسرائيل أن تهدأ الان ،فقد أوعزت إيران إلى نصر الله أن يهدأ الان .وقد تمر ذكرى الامام موسى الصدر وتنتهي الاحتفالات ولا نجد شيئا من تهديدات نصر الله وخطبه الصاخبة.
ليس الخوف على المدنيين هو ما يمنع نصر الله من توجيه ضرباته الان ،وليس هناك فرق بين قيام إسرائيل بقتل المدنيين الان وقتلهم بعد الحادي عشر من سبتمبر ،فهي في كل الأحوال ستقتل المدنيين وتنشر الخراب في الأراضي اللبنانية .