إلى متى التهاون مع أعمال العنف؟

إلى متى التهاون مع أعمال العنف؟

إحدى صحفنا تباهت بأن عشر تظاهرات خرجت تطالب بكذا وكذا، رغم أن خروج عشر مظاهرات في توقيت واحد في دولة كالبحرين شيء لا يدعو للفخر على الاطلاق، ولكنه يدعو للغيظ والغضب بسبب الخسائر التي تسببها هذه المظاهرات.
عشر مظاهرات ليست دليلا سوى على الاستهتار بالقانون وبالمصلحة العامة وعلى أننا نسيء استخدام الحرية.
المظاهرات التي تقوم بها الشعوب المتحضرة تراعي مصالح الناس ولا تتسبب في تعطيل المرور ولا في ترويع المواطنين والمقيمين، لأنه ليس من البطولة أن نتسبب في الاضرار بالاقتصاد وضرب السياحة والاستثمار كأهم مصدرين اقتصاديين نعتمد عليهما.
الذين حركوا هذه المظاهرات الأخيرة أرادوا إرسال صورة معينة للخارج وهي أن البحرين قد عمتها المظاهرات من اقصاها إلى أدناها رغبة في تحقيق اثر معين.
الورقة الوحيدة التي بقت في أيدي أصحاب المخطط الجهنمي، بعد انكشاف هذا المخطط، هي السعي لادخال البلاد في العنف للفت نظر العالم من جديد، خاصة في حال سقوط قتلى أو مصابين.
وعلى الرغم من إدراكنا أن هناك من يسعى جاهدا لجر رجال الأمن إلى الصدام بالمتظاهرين ويسعى إلى نشر الفوضى وتفجير حالة من العنف تؤدي إلى سقوط ضحايا ومصابين بعدد معين لنقل الاهتمام العالمي إلى الحدث البحريني بعد أن بدأت الصورة تتضح لجهات كثيرة أن ما يجري في البحرين هو محاولة طائفية تستفيد من حالة الهيجان الشعبي العربي، إلا أننا نرى في الوقت ذاته أن موقف الدولة البحرينية من عمليات العنف المتكررة بحاجة إلى مراجعة، لا ندري كيف تكون هذه المراجعة، ولكننا نرى أن عمليات العنف تزداد وأن السلمية المزعومة هي كذبة كبيرة.
يبدو أن أجهزة الأمن البحرينية تهتم أكثر مما ينبغي بنظرة الخارج لأي تعامل أمني مع التظاهرات مهما كانت هذه التظاهرات غير مرخصة ومهما كانت معطلة لأحوال البلاد والعباد، ولكن كل شيء له حدود، فلا يجب أن نسمح بخراب اقتصادنا تحت شعار حقوق الانسان.
إن أعرق دول العالم في مجال الديمقراطية وحقوق الانسان لا يمكن أن تسمح بما نسمح به في البحرين،فالمظاهرات السلمية فقط هي التي يسمح لها ويتم التعامل مع أي خروج على القانون أو الانحراف بالمظاهرة بكل حزم مهما كانت النتائج.
وليس هذا فقط فالمظاهرات لها أماكن محددة لا تتجاوزها وبالتالي تكون وسيلة مقبولة وحضارية للتعبير عن الرأي دون أن تتعطل مصالح الناس ويتضرر الاقتصاد الوطني.
التجرؤ على أجهزة الأمن لا يخدم سوى الساعين لحرق البلاد، ولا يجب أن يكون هناك تسامح من أي نوع مع من يعتدون على سيارات الشرطة ورجالها، فهؤلاء ليسوا محتلين، ولكنهم أبناء هذا الوطن ويؤدون واجبهم والاعتداء عليهم خيانة.
لابد ان تنتهي هذه الحرب الخبيثة التي تستهدف شيئين مهمين، أولهما الاقتصاد البحريني الذي تأثر خلال عام كامل بأعمال العنف، والثاني هو إجهاد الأجهزة الأمنية واستنزافها والضغط عليها لتصبح أكثر عصبية من أجل الوصول إلى نتائج محسوبة من قبل أصحاب الأجندات الموجودين في الخارج وخدامهم في الداخل.