أليس العيد مناسبة للتواد والتراحم والتزاور ونسيان الخصومات؟ لماذا لا نؤجل خصوماتنا وأحقادنا احتراما لهذه المناسبة ذات القدسية الخاصة؟ لماذا يصر البعض على تشويه وجه البحرين وإظهارها كدولة بوليسية في يوم العيد؟ لماذا العنف لدينا غاية؟ لماذا نفسر كل شيء ونحن تحت تأثير نظرية المؤامرة؟ لمصلحة من السعي للإضرار بالاقتصاد البحريني وضرب الاستثمار والسياحة في مقتل؟
من الذي يصدق أن رجال الأمن يقتحمون منزل رجل مسن ويعتدون عليه ويتسببون في موته؟ما هي حاجتهم أصلا لهذا الاعتداء؟إذا كانوا قد أتوا إلى منزله من أجل توقيفه أو توقيف أي فرد آخر من أفراد الأسرة، فليسوا في حاجة إلى دفعه أو الاعتداء عليه بأي شكل من الأشكال؟لأن الاعتداء أو العنف أو استخدام القوة يمارس ضد الشخص الذي يقاوم رجال الشرطة أو يعتدي عليهم أو يرفع سلاحه ضدهم، وهذا شيء لا يتوقع أبدا من رجل تخطى الثامنة والسبعين من العمر.
لقد سئمنا من هذه الصورة المتكررة في شوارع البحرين، صورة الحرق واستخدام المولوتوف ضد رجال الأمن والإساءة للبلاد في الخارج، فمن الذي حرض الشباب على الخروج لإغلاق الشوارع وسكب الزيت فيها وترويع المواطنين والمقيمين؟
الموت له جلال وله حرمة، ولا يجوز لأحد أن يتاجر بالميت ويستخدمه في تصفية الحسابات مع الغير مهما كانت درجة الحقد والخصومة، فلماذا لا نراعي حرمة الموت ولا نراعي المناسبة الدينية؟هل تصفية الحسابات والسعي لإدانة الغير والظهور بمظهر الضحية أمام الخارج يبيح لنا استخدام كل شيء وتوظيف كل حادثة لتشويه وجه الوطن؟
هذا الحقد الذي يرضعه الكبار للشباب لن يثمر سوى الخراب للجميع، لأن البحرين لن تكون في يوم من الأيام لطائفة دون غيرها، مهما كان حجم التأييد الخارجي، وما أحيك من المؤامرات.
بعد أن انكشف المخطط وعرفه العالم كله، لم يعد هناك أهمية لفبركة الأحداث ومواصلة العويل، فلنتوقف عن مليء قلوب شبابنا بالحقد، لأن من يزرع الحقد والكره لن يجن إلا الجراح.
العالم كله يعرف الآن أن ما يجري في البحرين هو محاولة انقلاب طائفية مدعومة من خارج البحرين، وبالتالي لم يعد هناك من أمل في الاستفادة من أي دعم خارجي، لأن أي احتجاجات طائفية لن تنال تأييد أحد سوى الطامعين في البحرين الساعين إلى مسحها من على الخريطة العربية.
ولا نبالغ إذا قلنا أن هناك إحساس لدى قطاع كبير جدا من أبناء البحرين أن أجهزة الأمن تمادت في التهاون مع العناصر الساعية لتدمير اقتصاد البحرين من خلال إرباك الأمن وتقديم صورة البلاد في الخارج على أنها مضطربة أمنيا والاستثمار فيها غير آمن والسياحة فيها غير آمنة.
إننا جميعا ندفع ثمن الضرر الاقتصادي الذي يحدث من جراء هذه الأعمال التي لم يعد لها ما يبررها، فإلى متى التهاون مع عناصر التخريب، وإلى متى التفريط في الحفاظ على هيبة الدولة البحرينية؟