بما أن سعادتكم أقرب مسؤول أميركي إلينا من الناحية المكانية، ويمكن أن يشاء القدر وتقع أعينكم على ما نكتبه في هذه الزاوية، فإننا نتوجه لسعادتكم ببعض الأسئلة، ونتمنى أن تجيبوا عليها: السؤال الأول: ما معلوماتكم وما رأيكم فيما صرح به الجنرال هيو شلتون الرئيس السابق لهيئة الأركان المشتركة بالجيش الأميركي من أن الولايات المتحدة قد وضعت خططا خلال العامين الماضيين لزعزعة الاستقرار في كل من مصر والبحرين، وأن التوجه الخاص بإدارة الرئيس أوباما ضد البحرين، «التي تئن تحت وطأة التمرد الشيعي»، كان يتم بقيادة أجهزة الاستخبارات الأميركية، وأن أميركا تصورت أن البحرين فريسة سهلة وسيكون لها دور في انهيار مجلس التعاون الخليجي كله وتحكم شركات النفط الكبرى في نفط الخليج، وأن جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة نجح في العام 2011 في اكتشاف المؤامرة وإبطالها باستدعاء قوات درع الجزيرة، وأن الفريق أول عبدالفتاح السيسي اكتشف هو الآخر مؤامرة إدارة أوباما على مصر في العام 2013 والتي كانت تهدف إلى تفتيت مصر إلى دويلات ولولا أنه قام بعزل الرئيس الاخواني الذي اتفقت جماعته مع الأميركيين لتحولت مصر إلى سوريا أخرى ولتم تدمير جيشها نهائيا، وأن الفريق السيسي بذلك قضى على مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يهدف إلى تفتيت العالم العربي؟.
ما هي إجابتكم على هذا الكلام الخطير الذي قاله الجنرال الأميركي لشبكة فوكس نيوز الأميركية يا سعادة السفير؟.
قولوا إن شيئا من هذا لم يحدث وان شبكة فوكس نيوز قد توقفت عن البث منذ سنوات وان ما سمعته أنا كان كابوسا أصابني لأنني تناولت وجبة عشاء دسمة، وان هذا الجنرال الذي ورد اسمه، ليس أميركيا.
نحن نحتاج منكم الاجابة بنعم أو لا، ولا نريد أكثر من ذلك، ولأننا إذا كانت إجابتكم بنعم يمكننا أن نفهم الباقي وحدنا، فنحن نستطيع أن نفهم لماذا اخترتم مصر والبحرين في هذه المرحلة لتقوموا بهز استقرارهما.
من المؤكد أن حساباتكم يا سعادة السفير تقول لكم إن البحرين حلقة ضعيفة ويمكن تفجيرها من الداخل بسهولة وسرعة، على اعتبار أن الطابور الخامس الذي قررتم الاعتماد عليه في 14 فبراير 2011 كبير العدد ويفوق نظيره في أية دولة خليجية أخرى، وبناء عليه تكون أول عملية من عمليات تدمير الخليج ناجحة ومضمونة وسوف تتخذ البحرين بعدها محطة انطلاق للباقي.
أما بالنسبة لمصر فالمسألة مفهومة، فبعد إدخالها في دوامة الفوضى وتدمير جيشها بأيدي الجماعات المتطرفة الموالية لجماعة الإخوان المسلمين، وبعد أن يكون الجيش السوري قد تم تدميره هو الآخر يكون كل شيء قد انتهى وتسقط بقية الأمة ويكون باراك أوباما الذي بدأ ولايته الأولى بقراءة القرآن في جامعة القاهرة هو الذي نفذ مشروع الشرق الأوسط الكبير ونجح في سحق الأمة العربية ومنح الأمن والأمان لإسرائيل إلى الأبد.