إلى أين وصلت مشكلة اللحوم الفاسدة؟

إلى أين وصلت مشكلة اللحوم الفاسدة؟

قبل أكثر من أسبوع طلعت علينا الصحف البحرينية بخبر مزعج إلى أبعد الحدود وهو ضبط شحنات لحوم فاسدة أتت إلى المملكة، وقرأنا أنه سيتم التحقيق في الأمر ومعرفة المسؤول أو المسؤولين عن ورود مثل هذه الشحنات التي يمكن أن تدمر صحة المواطنين، ولكنني شخصيا لا أدري هل تم التحقيق في الأمر بالفعل أم لا، وهل تم التوصل إلى المسؤول أم لا!؟
نتمنى ألا يطول بنا الانتظار حتى نعرف النتائج، فالأمر ليس هينا، فهذه الشحنات ليست شحنات علف دواجن أو غذاء للكلاب، ولكنها لإطعام المواطنين البحرينيين، والبحرين ليست بلدا كبيرا إلى الدرجة التي تسمح لأصحاب الذمم الخربة لكي يسعوا لتحقيق الثراء السريع ولو كان على حساب صحة بني وطنهم.
إن أسوأ ما في الأخبار المتعلقة بغذاء البشر، بخاصة اللحوم هو أنها تخلق حالة من البلبلة والتشكك لدى الناس وتملؤهم بالخوف والقلق تجاه كل ما يدخل جوفهم خوفا من الإصابة بالأمراض، وهناك سؤال تقليدي وبديهي نسأله لأنفسنا كلما قرأنا عن صفقات لحوم فاسدة، وهو: إذا كانت هذه الشحنة قد تم اكتشافها، فكم شحنة دخلت وأكلناها ولم تكتشف، عمدا كان ذلك أو إهمالا!؟
ومن حق أي إنسان أن يقلق على صحته، فهي أعز ما يملك، والمعروف أن اللحوم الفاسدة يمكن أن تسبب أمراضا خطيرة قد تقعد الإنسان ما بقي من عمره، إذا قدر له أن يظل على قيد الحياة، فقد يتعرض لشلل وقد يفقد الذاكرة وغير ذلك من قائمة مرعبة من الأمراض.
ولذلك فلابد من أن تكون هناك رقابة صارمة على استيراد الطعام بشكل خاص ولابد من معاقبة المتسبب في استيراد أي شيء يضر بصحة المواطنين حتى وإن كان هذا المتسبب حسن النية ولم يقم بتسهيل الأمر طمعا في مال.
الإهمال والتعمد يستويان هنا لأن الأمر يتعلق بالأمن القومي للبلاد، نعم… ليست هذه مبالغة فالإنسان هو رصيد وعصب هذا البلد، وعندما تضار صحته تخسر البلاد لأن الذي يصاب بالمرض بسبب تناوله طعاما فاسدا لن يتوقف فقط عن العمل والإنتاج ولكنه سيكلف الدولة الكثير من أجل علاجه ورعايته صحيا.
نريد من الحكومة أن تفتح ملف استيراد اللحوم وتحقق في سلامة جميع الإجراءات الخاصة بهذه العملية ابتداء من معاينتها والكشف عليها في الدولة المصدرة وعمليات الشحن والتخزين، بل ومتابعة المحلات والأسواق التي تتولى بيع اللحوم للناس ومتابعة المطاعم مهما كان مستواها، لأن اللحوم عندما يتم تصنيعها وإعدادها في المطبخ ووضع التوابل ومكسبات الطعم عليها يعجز أي إنسان عن معرفة مدى جودتها.
لا نريد أن نثير البلبلة أو نشكك الناس فيما يتناولونه من طعام، ولكن من حقنا أن ندق ناقوس الخطر ونكون متشددين في الأمور التي تتصل بصحة الناس!
ويجب ألا يكون هناك أي تهاون مع كل من يثبت تسببه في دخول مثل هذه الصفقات لأنها لا تؤثر فقط على صحة الناس ولكنها تؤثر على سمعة الدولة بأكملها وتضر بالسياحة ضررا بليغا.