إعادة المفصولين… والجدل غير المفيد

إعادة المفصولين… والجدل غير المفيد

بعض النواب اعتبروا قرار الحكومة بإعادة المفصولين إلى أعمالهم استمرارا لما وصفوه بنهج الحكومة السابق في اتباع سياسة “عفا الله عما سلف” وما أدت إليه من آثار سلبية على البحرين، حسب رأيهم، وبناء عليه قاموا بإعداد بيان يرفضون فيه هذا التوجه الحكومي.
والحقيقة أن هذا البيان وهذا التوجه – مع كامل احترامنا للنواب – فيه قسوة وفيه تضخيم للأمور أكثر مما ينبغي، فحق العيش على هذه الأرض وحق العمل والكسب مكفول للجميع في إطاره القانون والدستور والفطرة السليم.
ليس هناك أي داع للضجة حول عودة المفصولين من وظائفهم، بل يجب أن يكون كلام سمو رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان هو الكلام النهائي في هذه القضية على وجه الخصوص، فلقمة العيش لا يجب أن يكون هناك أي جدال حولها، مهما اختلفنا فكرا أو مذهبا أو انتماء.
سمو رئيس الوزراء قال ان الحكومة حريصة على إغلاق هذا الملف نهائيا بإعادة كافة المفصولين والموقوفين والمعلقة أوضاعهم إلى أعمالهم، ممن ثبت عدم قانونية فصلهم.
ولا يجب أن يسيء أحد فهم هذه الجملة الاعتراضية ويتوسع في تعميمها، فإذا كان الإنسان مفصولا لأسباب قانونية توافرت فيها أسباب معينة تعرفها وتطبقها المؤسسة التي ينتمي إليها، عليه وعلى غيره من الناس، في إطار القانون والحقوق والواجبات الوظيفة، فهذا شيء يحدث في كل مكان ولا حق لنا في التعليق عليه، ولكننا ننظر في حقوق من تم فصلهم نتيجة مواقف سياسية أو ممارسات طائفية معينة خلال فترة الاحتجاجات التي وقعت.
وحتى الإنسان الذي يرتكب جريمة أو يمارس العنف أو يخرج على القانون والنظام يتم النظر في أمره من قبل المحكمة المختصة، وعندما يتم إدانته تتولى الدولة إطعامه وعلاجه وهو في محبسه حتى تنقضي فترة حبسه، وتكون مسئولة عن رعاية من يعولهم أثناء غيابه، فكيف نحرم الفرد وأسرته من ممارسة الكسب وحق العمل وهو حر طليق؟
لقمة العيش والعمل حق للجميع ولا يجب أن يكون الموقف السياسي سببا للحرمان والتنكيل، فليس هذا ما يرتضيه جلالة الملك وليس هذا ما يرتضيه سمو الأمير خليفة بن سلمان، وليس هذا ما يريده المخلصون للبحرين الراغبون في استقرارها وعودة الوئام إليها.
الله سبحانه وتعالى يرزق الكافر ويرزق المؤمن ولا يمنع رزقه عن العاصين والمنحرفين، فلا يجوز أن يحرم من عبر عن رأيه سلميا من حق العمل.
إذا كانت جمعية الوفاق تمارس التطرف المقيت وترفض كل ما يحقق استقرار هذا البلد، فلا يجب أن نواجه التطرف بتطرف مماثل، وبخاصة فيما يتعلق بأرزاق العباد.
الذي يجب القيام به الآن هو أن يسارع الجميع بتنفيذ توجيهات سمو رئيس الوزراء بالمساعدة في إعادة جميع المفصولين إلى أعمالهم، فهذا هو العدل وهذا هو ما وجه به قادة البلاد.