بثينه خليفه قاسم
7 يونيو 2019
إسقاط المجلس العسكري أم إسقاط الجيش السوداني ؟
كل ما يجري حول السودان وفي السودان هذه الأيام يدعو إلى الشك وعدم الثقة في تحرك المجتمع الدولي تجاه هذا البلد الجريح .
وان أكثر شيء يشغل بال الذين يخشون على مصير السودان هو ما ينادي به ثوار السودان حول إسقاط المجلس العسكري وتسليم السلطة الى هيئة مدنية الى جانب الدعم الدولي الكبير من بريطانيا وألمانيا وغيرهما لعملية تشويه المجلس العسكري وخلق عداوة بين المجلس وبين الشعب .
والحمد لله ثم الحمد لله أن مجلس الأمن قد فشل في إدانة المجلس السوداني رغم السعي المحموم لبريطانيا وألمانيا لاستصدار القرار ،والشكر كل الشكر لروسيا والصين ووقوفهما ضد هذا القرار المشبوه الذي يسعى إلى الوقيعة بين الشعب السوداني وجيشه .
الواضح أن بريطانيا تريد أن تعيد الإخوان المسلمين إلى مقدمة الصفوف مرة أخرى بعد الذي حدث لهم في ليبيا ،فهي الراعي الرسمي لهذه الجماعة في العالم وهي التي تريد ابعاد المجلس العسكري لكي يستولي نشطاؤها المندسون بين صفوف السودانيين إلى السيطرة على مقاليد الأمور ،ولن يتحقق لها ذلك الا بالوقيعة بين الجيش وبين الشعب ولن تتحقق الوقيعة بين الجيش والشعب الا بسقوط ضحايا ،ولن يسقط ضحايا الا بجر الجيش السوداني لإطلاق الرصاص ،ولن يتحقق الوضع الأخير إلا بدس مجموعات من المجرمين والخونة والمأجورين بين صفوف الثوار السودانيين !
السفير البريطاني في السودان يفطر وبتعشى بين صفوف الثوار ،فلماذا كل هذا ؟ولماذا بريطانيا بالذات ؟
لو كان مجلس الأمن قد نجح في إدانة المجلس العسكري لفتحت أبواب جهنم على السودان والسودانيين ولبدء تنفيذ السيناريو الليبي كاملا فيه.
نحن لا نؤيد بقاء المجلس العسكري في السلطة مدى الحياة ،ولكننا نرفض دق الأسافين بين الشعب السوداني وبين جيشه.
الذي يريد هدم البيت الذي يعيش فيه وإعادة بناؤه، لابد له أن يجد بيتا بديلا يأوي إليه حتى يفرغ من هدم وبناء بيته القديم ،ولكنه لا يهدم بيته ويذهب إلى الخلاء …
معني الكلام أن المجلس العسكري يجب أن يدير المرحلة الانتقالية حتى يتمكن السودانيون من تجهيز السلطة البديلة والاتفاق عليها وبعد ذلك يقوم المجلس العسكري بتسليم السلطة ،فيتعافى السودان ويمشي في طريقه ،ولكن إسقاط المجلس العسكري قبل ذلك هو اسقاط للجيش واسقاط للسودان كله.
