بثينه خليفه قاسم
١ يوليو ٢٠٢١
اختلاف الثقافات مسألة هامة
من الأخبار الشيقة جدا التي تابعناها الأيام القليلة الماضية استقالة وزير الصحة البريطاني مات هانكوك من منصبه بعد ضغوط برلمانية وضغوط من حزب العمال المعارض .
حتى هنا لا يوجد خبر ولا يوجد ما يدهشنا، فكثير من الوزراء يستقيلون في كل مكان في العالم.
مشكلة هذا الوزير هي أن إحدى الكاميرات المثبتة في مجلس الوزراء قد التقطت صورة للوزير وهو في مشهد حميم مع مساعدته التي عينها في هذه المهمة والتي كانت زميلة له من أيام الدراسة في جامعة أكسفورد.
وبعد أن وصلت الصورة للصحافة ونشرتها صحيفة صنداي تايمز على صفحتها الأولى،وهجوم المعارضة وأعضاء البرلمان على رئيس الوزراء وعلى الوزير، اضطر الوزير إلى الاعتذار للشعب البربطاني؟
السؤال هنا هو : لأي سبب بالضبط هاجمت الصحافة والمعارضة هذا الوزير ؟ أو عن ماذا اعتذر الوزير بالضبط؟
الغريب بالنسبة لنا نحن العرب والمسلمين هو الوزير هوجم لأنه خالف قواعد التباعد الاجتماعي التي وضعها الوزير وحكومته للتصدي لوباء كورونا!!
ولم يعتذر الوزير لأنه قام باحتضان مساعدته وتقبيلها داخل مقر عمله !!
زبدة القول في هذه القصة كلها أن ما يكون في ثقافتنا ممنوعا قد لا يكون كذلك لدى أصحاب الثقافات الأخرى، والعكس بالعكس.
وما نطالب به هو أن يحترم أصحاب الثقافات بعضهم البعض ولا يجب أن يعتبر فريق منهم صاحب السيادة والتميز على بقية الثقافات .فالغرب مثلا وخلفه منظمات حقوق انسان قوية يدافع عن حقوق المثليين وهذا شأنهم، ولكن لا يجب أن يجبر غيره على ذلك .
لا يجب أن تكون قناعات منظمات حقوق الإنسان وشعاراتها في مرتبة أعلى من عقائد وثقافات الشعوب.