إختراع المشكلات من لاشىء

إختراع المشكلات من لاشىء

بثينه خليفه قاسم 

١٣ نوفمبر ٢٠٢١ 

اختراع المشكلات من لا شيء

من أسوأ ما في عصر السوشيال ميديا قيام الكثيرين باختلاق قضايا وازمات ومعارك باستخدام موضوعات أو قصص لا ضرورة منها، بل ان تفجيرها والحديث عنها يحدث الضرر وينشر الفتنة ويخلق الضغائن والكراهية بين فئات المجتمع .

أقول هذا الكلام تعليقا على ما قام به اعلامي كبير ومعروف قبل أيام قليلة من تفجير لموضوع ليس له ضرورة ولا يليق بتاريخ ولا بمكانة هذا الاعلامي الذي أطلق كلمة خلال برنامجه التلفزيوني فخلقت معارك وصراخ لا نهاية له على كافة وسائل التواصل الاجتماعي.

قال هذا الاعلامي في إطار انتقاده للتطرف الديني والفهم الخاطئ للدين انه يدخل أحيانا صيدلية من الصيدليات فأجد الصيدلي الموجود يقرأ القرآن.

وتساءل متعجبا لماذا لا يقرأ كتابا في علم الأدوية بدلا من ذلك!!

فكان هذا الاستنكار من قبل الاعلامي المعروف سببا في ضجة مهولة على وسائل التواصل الاجتماعي وصلت إلى حد مطالبة نقيب الصيادلة في مصر للصيادلة أن يبدأوا عملهم يوميا بقراءة القرآن ردا على ما اعتبره اعتداء على كرامة الصيادلة.

ووصل الأمر إلى حد دخول مشايخ كبار على الخط ليدلوا بدلوهم في هذه القضية التي لا غالب فيها، بل الكل مغلوب والكل خاسر، ليس فقط بسبب إضاعة الوقت في أمر كهذا ،ولكن بسبب إثارة الكراهية واحياء التطرف بدلا من محاصرته.

فلماذا قام الإعلامي الشهير بطرح هذه القضية؟ وعلى أي أساس اعتبرها ظاهرة تستحق النقد ؟ هل قام بالمرور على مئات الصيدليات فوجد كل من فيها يقرأون القرآن مثلا أم ماذا ؟

وما الذي استفاده هو أو ما الذي استفاده المجتمع من إشعال حريق كبير على وسائل التواصل الاجتماعي وإعطاء سبب للمتطرفين وغير المتطرفين للتمسح بالقرآن وبالدين في بدء هجوم مضاد .

بعض الناس يقوم باختلاق أشياء غريبة وبعضهم يقوم بتخويف الناس من اللقاح سعيا وراء الشهرة، وبعض النساء يقمن بالتعري على التيك توك من أجل نفس الشيء، ولكن لماذا يحتاج اعلامي شهير إلى تفجير قضية كهذه ؟؟