لو أن علي سلمان أو عيسى قاسم أو غيرهما من الشخصيات المعارضة في البلاد هو الذي قتل أو مات، ماذا كانت ستفعل منظمات حقوق الانسان وماذا كانت ستفعل الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي والبرلمان الأوروبي وكل الأوصياء الذين يمارسون الوصاية على هذا العالم؟
لو أن واحدا من هؤلاء مات في حادث سيارة، لاستدعوا نظرية المؤامرة واتهموا سلطات الأمن بتدبير الحادث، ولكن لأن الذي سقط هو احد رجال الشرطة الذين يحرسون الوطن والمواطن، فلا أحد يرفع صوته ولا احد يوجه اتهامات، وكأن دم رجال الشرطة حلال؟!
أليس الشرطي الذي فقد حياته على أيدي هؤلاء القتلة المجرمين إنسانا يستحق الشفقة ويستحق أن تحزن عليه وتثور من أجله المنظمات والجمعيات؟ أليست أسرة الشرطي التي حرمت من عائلها من البشر لها حقوق ككل البشر الذين تثور من أجلهم هذه المنظمات؟
ماذا تفعل الشرطة في أميركا وأوروبا وتركيا وإيران وبريطانيا عندما يقوم فرد أو جماعة بارتكاب أعمال تخريب بشكل علني كهذا الذي حدث في البحرين قبل يومين؟ هل تتركهم على اعتبار أن ما يقومون به تعبير سلمي عن الرأي؟
هل نجد في هذه الدول قادة رأي ورجال دين يقفون على المنابر ويتحدثون عن الغاز المسيل للدموع وعن الاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين، ولا يشيرون من قريب او بعيد إلى العنف والقتل الذي يرتكبه هؤلاء؟
ما هي العلاقة بين التعبير عن الرأي وبين حرق سيارات مدنية تخص أصحابها من المواطنين والمقيمين؟
عندما تعرضت الولايات المتحدة ودول أوروبا للارهاب، عانينا نحن العرب كثيرا لأن الارهابيين الذين قاموا بذلك كانوا من المسلمين، حسبما قالت الأجهزة الأمنية في هذه الدول، وبذلت أجهزة إعلامنا العربية والاسلامية جهودا مضنية لنثبت للأميركيين والأوروبيين أننا نرفض الإرهاب وأن ديننا الاسلامي لا يبرر القتل وأنه بريء مما جرى في هذه الدول، وتعاونت حكوماتنا مع هذه الدول في سعيها لتجفيف منابع هذا الإرهاب.
واليوم نحن نتعرض لإرهاب منظم على مرأى ومسمع من الجميع والعالم لا يرف له جفن ولا يتحدث أبدا عن العنف والتخريب والقتل الذي نتعرض له، ولكنه يكتفي فقط بالدعوة لضبط النفس بين الجانبين، وكأن الجانب الذي يمارس الإرهاب له الحق في أن يكون طرفا وأن يتساوى مع الدولة وأجهزتها الأمنية فيما يتعلق بنظرتهم لنا.
ما يحدث في البحرين هو إرهاب بكل ما تعنيه الكلمة من معان، والإرهاب لا غاية له سوى إسقاط الدولة البحرينية، ومن يغض الطرف عن هذا الإرهاب لا يختلف كثيرا عن الذي يؤيده تأييدا مباشرا مثل المرشد الأعلى الإيراني.