بثينه خليفه قاسم
٤ ديسمبر 2021
أوميكرون يربك العالم من جديد
بعد أن بدأ العالم يسترخي بدرجة ما ويعتقد أن الخطر قد زال وأن عالم ما قبل كورونا بما فيه من متع واجتماعيات سيعود من جديد، تفاجأ العالم بمتحور جديد أربك كل الحسابات، وكأن الفيروس كان مختبأ يراقب البشرية ويستعد للهجوم من جديد.
وها هي الاصابات تتفشى بشكل رهيب في دول أوروبا الغربية لتصل في اليوم الواحد إلى ما يزيد عن ال ٥٠ ألف إصابة في دول مثل بريطانيا وألمانيا .
وعلى الرغم من أن منظمة الصحة العالمية وجميع العلماء اتفقوا على أن المتحور الجديد أصبح موجودا بالفعل في دول كثيرة وان انتقاله من دول إلى أخرى مسألة وقت ليس إلا وان إغلاق الحدود ووقف استقبال المسافرين من دول بعينها مسألة غير مجدية، الا أن هناك دول سارعت بفرض هذه الإجراءات التي تجلب الضرر على الاقتصاد العالمي ويجعل تأثير كورونا أشد سوءا.
العلماء اتفقوا على شيئين هما اللقاح والتباعد الاجتماعي، ومع ذلك فالدول الغنية في العالم لا تساعد على تحقيق ذلك .
رغم مرور عامين على الوباء، ورغم أن العالم كله في مركب واحد، ورغم أن القضاء على الوباء يتطلب تطعيم الفقير قبل الغني ونشر اللقاح بعدالة بين الشمال والجنوب والشرق والغرب، الا أن الكبار في هذا العالم لا يريدون الاعتراف بهذه الحقيقة .
اللقاح هو الحل وليس إغلاق الحدود هو الحل، اللقاح يقي من المرض الشديد ويخفف العبء على القطاع الصحي، ولكن إغلاق الحدود يزيد الطين بلة ويدمر السياحة والاقتصاد وفي نفس الوقت لا يمنع انتقال الفيروس الذي هو موجود في كل شبر من العالم ويمكنه أن يتحور في مكانه دون انتقال من دولة لأخرى ولا يقاوم خطورته سوى اللقاح .
فإذا استجابت الدول الكبرى لهذه الحقيقة التي تقول أن العالم كله في مركب واحد ولن يتخلص من الفيروس الا بعدالة توزيع اللقاح، سيكون هناك أمل في زوال الكابوس الذي أربك الجميع ودمر اقتصاديات الدول .