أن يكون الإنسان سفيراً دائماً لبلاده

أن يكون الإنسان سفيراً دائماً لبلاده

20 يناير 2019

أن يكون الإنسان سفيرا دائما لبلاده

 

الدكتور محمد نعمان جلال ينتمي إلى عائلة عريقة في صعيد مصر وبالتحديد في محافظة أسيوط وشاء القدر أن ينخرط في العمل بالسلك الدبلوماسي المصري ويخدم في العديد من الدول ذات الأهمية والتأثير في العالم ،فقد عمل مندوبا مناوبا لجمهورية مصر العربية في الأمم المتحدة وعمل مندوبا دائما في جامعة الدول العربية وعمل سفيرا لجمهورية مصر العربية في الصين  وكان له دور غاية في الأهمية في تطوير العلاقات المصرية والعربية والأفريقية مع الصين.

ورغم أن خدمته في الخارجية المصرية قد انتهت منذ سنوات طويلة ،الا أن هذا الرجل قد بقي بحق خير سفير لمصر أينما حل.

 

ولقد كان من حسن الحظ ومن حسن حظي أنا شخصيا أن أختار الدكتور نعمان البحرين ليعمل فيها بعد انتهاء خدمته الرسمية في مصر الشقيقة،فقد عمل لفترة بمركز البحرين للدراسات والبحوث كرئيس لبرنامج حوار الحضارات بالمركز وكان نشاطه وتأثيره واضحا ومشهودا من قبل الكثيرين ،ثم انتقل للعمل كمستشار لوزير الخارجية البحريني لفترة ليست بالقصيرة .

وخلال تلك الرحلة لم يتوقف الرجل عن البحث وعن الكتابة بالصحف المصرية والبحرينية ولم يتوقف عن المشاركة في المؤتمرات والفعاليات الدولية بنشاط وتأثير يدعو للفخر .

 

ولكن الشيء البارز في رحلة الدكتور محمد نعمان جلال والذي لمسته فيه من خلال اقترابي منه في مواقف ومناسبات كثيرة هو أن هذا الرجل بقي سفيرا لبلاده طوال رحلته وبخاصة بعد تركه لمنصبه الرسمي في مصر.

 

صحيح أنه دعي للعمل في البحرين لشخصه ولقدراته البحثية والعلمية ،ولكنه يجعلك تشعر أن مصر الكبيرة صاحبة الفضل والعطاء دائما موجودة أمامك.

 

ليس بالضرورة  أن يتحدث عن بلده في هذه المناسبة أو تلك ولكنه رغم ذلك يجسد لك صورة مصر كما تتمنى أن تراها وكما ينبغي أن تكون هذه الصورة .لا نبالغ اذا قلنا إن هذا الرجل بقي بيننا سفيرا ممتازا فوق العادة ،وفي الوقت نفسه قدم الكثير للبحرين التي احتفت به وأكرمته كما تكرم كل عربي محترم .

 

وليست البحرين وحدها هي التي تحتفي بالدكتور نعمان وبفترة وجوده على أرضها ولكن دولة الصين التي عمل سفيرا بها تقدره كخبير دولي في الشئون الصينية وفي العلاقات العربية الصينية وتدعوه لشخصه لحضور المؤتمرات والفعاليات التي تعقد على أرضها كرجل صاحب دور واضح في تطوير علاقات الصين مع القارة الأفريقية ومع الدول العربية.