أعجبني جداً ما كتبه الأستاذ خليل الخوري في عموده بجريدة البلاد يوم 2009/6/15 حول الرعب الذي نشرته وسائل الإعلام في نفوس الناس من مرض “أنفلونزا الخنازير” H1N1. والحقيقة أن كلام الأستاذ خليل زاد من شكوكي التي كانت موجودة أصلاً حول مدى خطورة هذا الفيروس. فالمتابع لتعاطي المسئولين عن الصحة وكبار الأطباء في معظم دول العالم مع المرض منذ بدايته وحتى الآن يلحظ حالة من الغموض ويشك في الكثير مما يسمعه حول هذا المرض.
ففي البداية ساهم هؤلاء مع منظمة الصحة العالمية في إطلاق حملة مرعبة وصلت إلى حد التيئيس عبر وسائل الإعلام المختلفة فأصابوا الناس في أرجاء الأرض بالرعب من هذا الغول القادم ، وساعد على ذلك بطبيعة الحال حدوث عدد من الوفيات بالمكسيك الدولة التي انطلق منها المرض . وتصاعدت حملة التيئيس هذه مع زيادة عدد الحالات في الولايات المتحدة .
ولكن مع مرور الأيام وعدم تسجيل وفيات كثيرة بدأت لغة الأطباء تتغير وبدأوا يعلنون دون تردد أن الفيروس الجديد ضعيف وليس بالخطورة التي تهدد البشرية على النحو الذي بثته وسائل الإعلام في البداية .
وبدأنا نسمع أن الفيروس غير قاتل وأن معظم الوفيات التي وقعت كانت أصلاً مصابة بأمراض أخرى. والشيء الذي نطلبه من منظمة الصحة العالمية ومن وزارات الصحة بدول العالم المختلفة أن تعلن إن أمكن عن عدد الوفيات التي وقعت في العالم هذا العام بسبب فيروس الأنفلونزا الموسمية كما يطلق عليها لأن هذا في حد ذاته سيخفف من حالة الرعب التي أصابت الناس، خاصة ً إذا تبين أن عدد الذين توفوا بسبب الأنفلونزا الموسمية العادية أكثر بكثير من ضحايا أنفلونزا الخنازير.
كما سيساعد ذلك على توضيح الصورة بالنسبة للكثيرين ممن تحدثوا عن وجود مؤامرة في المسألة وقالوا أن شركات أدوية معينة لم تكتف بالأرباح الأسطورية التي تحققها ولكنها أرادت أن تحدث مزيد من الخراب المالي للعالم الذي يعاني أصلاً من الأزمة المالية عن طريق دفع الجميع إلى شراء منتجاتها.
بل يجب أيضاً أن يتم الإعلان عن عدد ضحايا الإيدز وغيره من الأمراض المعدية ..