نقلت وسائل إعلام عن وزارة الخارجية الروسية مؤخرا أن المخابرات الروسية توصلت إلى حقيقة مرعبة هي أن الولايات المتحدة متواطئة مع تنظيم داعش خصوصا في سوريا، واستدلت على ذلك ببعض العمليات التي قامت بها الولايات المتحدة ضد الجماعات التي تقوم بمحاربة داعش على الأراضي السورية وهي العمليات التي راح ضحيتها مقاتلون يقومون بمواجهة هذا التنظيم، وهي العمليات التي قالت الولايات إنها تمت عن طريق الخطأ!
وقال المرشح الرئاسي الأميركي دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية إن إدارة أوباما هي التي قامت بتكوين داعش وصناعة هذه الجماعات الإرهابية في المنطقة العربية، فماذا بقي لنا نحن العرب من إثباتات حول قيام أميركا بكل شيء في المنطقة خلال السنوات الماضية، هل ننتظر أن يخرج الرئيس أوباما نفسه على الشاشات ويعترف لنا أن إدارته قامت بصنع كل هذا الخراب الذي حل بالمنطقة والذي أسقط حتى الآن أربع دول عربية وأسقط ملايين الضحايا وخلف ملايين المشردين الذين ترفض الولايات المتحدة استقبالهم على أراضيها بعد أن فقدوا المأوى واللقمة والأمن والأمان في بلدانهم التي ضاعت؟
عندما قال البعض إن الطيار الأردني معاذ الكساسبة سقط في أيدي داعش بفضل تآمر الأميركيين مع التنظيم الإرهابي، خصوصا أن الطيار الشهيد رأى المقاتلات الأميركية وهي ترمي السلاح والعتاد لهذا التنظيم، قلنا إنها مبالغة وإمعان في استخدام نظرية المؤامرة في تفسير كل شيء، ولكن ها هي الحقائق تتكشف يوما بعد يوم، والاعترافات تتوالى من أصحابها!
الغريب بعد كل هذه العمليات وكل هذا التخريب الذي قامت به الولايات المتحدة في المنطقة، أننا نحن العرب مازلنا في موقع المفعول به عند الحديث عن الإرهاب وصناعة الإرهاب وتمويله، مازلنا في موضع المدافع الذي يجتهد من أجل إبعاد تهمة الإرهاب عن نفسه!
إننا نمر بأسوأ وأغرب مرحلة في تاريخ هذه الأمة، لأننا نعرف الحقيقة كاملة ولا نستطيع أن نفعل أي شيء حيالها!.