تسربت الأخبار عن اتفاق سري بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران حول إعادة رسم خريطة العراق وسوريا تم في شهر أغسطس الماضي، وبحسب صحيفة العرب اللندنية التي نقلت الخبر عن وكالة أنباء الأناضول التركية، يتضمن الاتفاق قيام إيران بتحريك المليشيات الشيعية التابعة لها في العراق، مثل قوات أبوالفضل العباس وعصائب أهل الحق لمواجهة تنظيم داعش بالتزامن والتنسيق مع الضربات الجوية الأميركية الموجهة ضد هذا التنظيم، وجاء أيضا أن الاتفاق يتضمن الإبقاء على النظام السوري والتنسيق بين واشنطن ودمشق فيما يتعلق بالضربات الأميركية الجوية في سوريا، بالإضافة إلى وقف الدعم الأميركي للجيش الحر في سوريا.
وفي مقابل ما سبق تحصل إيران على مساعدة الولايات المتحدة في التوصل لاتفاق حول برنامجها النووي ورفع العقوبات الغربية عنها.
هذا كله يجري والأمة العربية تغلي من داخلها وتمزق نفسها تمزيقا وتمضي نحو مصيرها بسرعة كبيرة، ولا حول ولا قوة إلا بالله!
ليس هذا فقط هو الذي تم الاتفاق عليه، فهناك اتفاقات أخرى وتنسيقات أخرى في كل ما يجري على أرض العرب، فالذي يجري في اليمن يدخل أيضا في إطار هذه الاتفاقات التي تسميها الصحف سرية وهي واضحة وضوح الشمس ومعروفة لأطفال المدارس في الدول العربية.
صنعوا لنا الإرهاب وكبروه ثم جاءوا بترحيب كبير ودعم منا لكي يحاربوه بضرباتهم الجوية التي تتم بأموال العرب لتحقيق مآربهم الشخصية، هذه هي الحقيقة المرة التي نعلمها ولا نستطيع فعل شيء حيالها!
وليس الغريب فقط أن الذي يجري في الدول العربية يتم بفعل جماعات وأحزاب وطوائف عربية الجنسية، تجهل المؤامرة أو لا تجهلها، ولكن الغريب أن هناك دولا عربية تقدم كل الدعم المادي واللوجستي لإتمام اتفاقات خراب الأمة.
هناك دول عربية ترعى جماعات الإرهاب وتقدم لها ملايين الدولارات لضرب استقرار دول عربية أخرى،في الوقت الذي تسيل فيه دماء شهداء من جيوش وقوات أمن في دول عربية أخرى في مواجهة هذا الارهاب!
قمة التراجيديا أن تسعى أمة كبيرة العدد كثيرة المال والثروات إلى تفتيت نفسها بنفسها، في الوقت الذي استطاعت فيه دول منفردة أن تفرض صوتها وإرادتها على العالم واستطاعت أن تدير دفة الأمور في المنطقة لصالحها.
لا ندري ما الذي سيجنيه رعاة الإرهاب في المنطقة من دعمهم لمؤامرة تفتيت الأمة؟
التاريخ، خصوصا تاريخ الولايات المتحدة، يقول إنهم لن ينالوا شيئا وإنهم أدوات تستخدمها أميركا ثم تلقيها كما يلقي الناس أحذيتهم القديمة، وسوف يأتي اليوم الذي يصبحون فيه كالأيتام على موائد اللئام.