بثينه خليفه قاسم
21 مايو 2021
أمنيستي انترناشيونال وأخواتها لا تزال صامتة
منظمة العفو الدولية لم تسمع بعد عن الأم الفلسطينية التي قررت أن تنام هي وأولادها وأسرتها جميعا في غرفة واحدة لكي تضمن ألا يموت أحد ويبقى الآخر فيحزن من بقي حيا على من قتلته صواريخ إسرائيل الظالمة .
لو كانت هذه هي الصورة الوحيدة المؤلمة في فلسطين لكانت كافية لتحريك هذه المنظمة وغيرها من المنظمات التي أشبعتنا تقاريرا وتنديدات عن حقوق الإنسان وحقوق الشواذ والعنف الجنسي ضد المرأة .
مئات الصور البشعة وعشرات الأطفال القتلى لم تحرك مشاعر منظمة العفو الدولية التي تقوم بتوثيق كل عطسة تعطسها حكوماتنا وتستند إلى كلام يكتبه لها بعض الخارجين عن القانون في بلاد العرب وتعلن أنها وثقت كذا وكذا وتعبر عن قلقها البالغ بسبب التضييق على حرية التعبير هنا أو هناك، لم تنطق بكلمة حول جرائم الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين الذين لم يرتكبوا شيئا سوى أنهم رفضوا ترك بيوتهم .
المشاهد البشعة التي يراها العالم تؤكد لنا أن شعارات منظمات حقوق الإنسان ليست حتى كلمات حق يراد بها باطل ولكنها كلمات باطل يراد بها باطل .
كيف نصدق ما تقولون بعد هذا الصمت المريب حول قتل مئات المدنيين بلا رحمة ! لماذا لا تقومون بتوثيق عشرات القتلى من الأطفال؟ هل أنشأت منظمتكم وأخواتها فقط لتوثيق أحوال المنبوذين وشذاذ الافاق في بلاد العرب ؟
كم أديب سيكتب عن قصة رعب الأم التي وجدت نفسها أمام خيارين إما تموت هي وكل أولادها، واما أن يموت البعض منهم ويموت البعض الآخر كمدا عليهم. أم تختار بين الموت والموت، فهل هناك فنان يريد أن يتفوق على بيكاسو، صاحب لوحة ” غورنكا” التي يراها العالم أبشع صورة حتى الآن.