بثينه خليفه قاسم
15 فبراير 2020
أكبر عملية تجسس في التاريخ
قبل أيام قليلة نشرت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية تقريرا غاية في الغرابة.هذا التقرير ان صح ما جاء فيه معناه أن هذا العالم قد أصبح لعبة في أيدي أهل التكنولوجيا وأهل القوة ومعناه أن لا أسرار لأحد في هذا العالم.
فقد ذكرت هذه الصحيفة أن المخابرات المركزية الأمريكية سي أي أيه قامت هي والمخابرات الألمانية بعمل شركة تشفير سويسرية بشكل سري وأن هذه الشركة أبرمت صفقات مع مائة وعشرين دولة حول العالم مقابل بيع أجهزة تشفير لها وأن هذه الأجهزة التي اشترتها الدولة لحفظ المعلومات الخاصة بالمؤسسات السيادية فيها قد تم اختراقها من قبل المخابرات الأمريكية والألمانية، وتم الاطلاع على معلومات غاية في الخطورة عن مراسلات أجهزة الاستخبارات والسفارات الخاصة بهذه الدول التي وضعت ثقة كاملة في هذه الشركة السويسرية على مدار نصف قرن من الزمان معتقدة أن أسرارها في أمان تام.
شيء مرعب وقاس جدا أن يتم التجسس على الدول ومعرفة أدق أسرارها وعلى حساب هذه الدول التي أشترت هذه الأجهزة .صحيح أن الصحيفة الأمريكية استثنت الصين وروسيا من الوقوع في هذا الشرك الأمريكي الألماني ولكن هناك مائة وعشرين دولة حول العالم دفعت ثمنا باهظا.
ووصفت الصحيفة هذه العملية التي تسمى في ملفات الاستخبارات الأمريكية ثيسوراس قبل أن تسمى لاحقا ” روبيكون ” بأنها تعد واحدة من أجرأ العمليات التي قامت بها سي أي أيه وأنها تكشف كيف استغلت الولايات المتحدة سذاجة الدول الأخرى فاستولت على أموالها واطلعت على أسرارها.
السؤال المرعب هنا هو :اذا كان هذا قد حدث بواسطة شركة تم تأسيسها منذ الحرب العالمية الثانية، فما الذي يمكن أن يحدث في الوقت الحالي في ظل التطور الرهيب في وسائل الاتصال الحديثة ؟بالتأكيد كل شيء مخترق من قبل الذين اخترعوه ،وبالتأكيد كل وسائل الأمان وكلمات المرور كلها أكاذيب لا جدوى منها .