بثينه خليفه قاسم
29 أكتوبر 2020
أقطاي يعظ
لا أدري ما الذي جعلني أستعير هذا العنوان من فيلم الشيطان يعظ للفنان عادل إمام عندما قرأت ما كتبه ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن حملة مقاطعة البضائع التركية من قبل الشعب السعودي الشقيق وما استخدمه أقطاي من حجج تدعو إلى السخرية.
يبدو أن هذه الحملة الجادة التي ينفذها الأشقاء السعوديين قد أوجعت الحكومة التركية بالفعل وجعلت مستشار الرئيس يفقد المنطق والحجة وهو يحاول الرد على هذه الحملة، فاستخدم حججا ساذجة في دفاعه، مثل قوله أن الأرزاق بيد الله وأن السعوديين وضعوا أنفسهم مكان الله في توزيع الأرزاق، فما هذا الوازع الديني الذي نزل فجأة على رجل أردوغان الذي سبق له أن أعلن أن تركيا ليست دولة إسلامية ولا مسيحية ولا علاقة لها بالأديان!
لقد أراد أقطاي أن يكحلها فعماها كما يقول المثل، عندما استخدم صورة كفار قريش وقيامهم بمحاصرة الرسول وأصحابه لكي يثنوهم عن الحق!!!
فما هذه التجليات المضحكة يا سيد أقطاي؟ ومن هم كفار قريش؟ ومن هو مثيل الرسول صلى الله عليه وسلم؟
لاشك أن أقطاي استحق هذه الحملة الجيدة والهاشتاغات التي انطلقت على وسائل التواصل الاجتماعي ردا على مقاله الذي يعج بالأسانيد الغريبة التي لا يتقبلها طفل في العالم الإسلامي كله.
هذه الحملة السعودية التي دعت إلى مقاطعة البضائع التركية هي رد فعل طبيعي ومنطقي تجاه تخلي الدولة التركية عن الحياء السياسي في تعاملها مع الدول العربية وتطاول أردوغان وأتباعه وإعلاميه على الشعب السعودي وعلى رموز الدولة السعودية.
تركيا أردوغان تعربد هنا وهناك وتدعم جماعات الارهاب في كل مناطق الصراع في العالم وتستخدم الدين والسيرة النبوية لتبرير ما تقوم به من دمار وخراب وتنتظر من الدول العربية أن ترضى بهذا الواقع وبهذه العربدة.
لقد أعجبني ما قاله سطام بن خالد آل سعود على مواقع التواصل الاجتماعي في رده على مستشار أردوغان عندما قال له:” أن التلاعب بالدين لما يخدم مصالحكم قد بات مكشوفا، وهذا التكفير ليس غريبا عليكم، وما دمت تكلمت عن السيرة النبوية، أطالبك بإرجاع ما تم سرقته من قطع الحجر الأسود ومقتنيات المسجد النبوي”.