أغرب إنقلاب في التاريخ

أغرب إنقلاب في التاريخ

بثينه خليفه قاسم 

٢٢ سبتمبر 2021

أغرب انقلاب في التاريخ

صحونا من نومنا قبل يومين على أغرب نبأ تلقيناه ليس خلال اليوم أو الشهر، ولكن خلال العام كله وهو نبأ محاولة الانقلاب التي وقعت في السودان الشقيق والتي تعد من وجهة نظري أغرب محاولة انقلاب في التاريخ لأنها جاءت في توقيت غريب وبشكل ساذج يدل على سذاجة الذي قاموا بهذه المحاولة ممن تعاملوا مع المسألة وكأنها لعبة وتخيلوا أن العملية ستنفذ بكل سهولة وتتم السيطرة على مقدرات الدولة والعودة بكل الأمور إلى نقطة الصفر في بلد يكافح لكي يقوم ويقف على قدميه.

لقد استطاع السودان بشق الأنفس خلال الفترة الماضية أن يصلح بعض مما دمره نظام البشير الذي أخر البلاد وعزلها عن العالم وجعلها تحت حصار وعقوبات دائمة، فعلى ماذا حاولت هذه المجموعة الغريبة الانقلاب؟ هل حاولت الانقلاب على الشعب السوداني نفسه، أم حاولت الانقلاب على نظام لم يولد بعد؟

ما الذي كان سيقوله هؤلاء البشر للعالم وللجيران وللدول العربية؟ ماهي الذريعة أو الدافع الذي سيستند إليه هؤلاء ويعلنوه للدنيا كمبرر لهذا التحرك الذي تحول إلى مصدر للضحك والتهكم لكل من عرف به. هل المبرر هو الرغبة في وقف عجلة التغيير وبناء الدولة السودانية على أسس جديدة؟

رأينا ثورات وانقلابات تقع على أنظمة طال بقاؤها في الحكم مع وجود ظروف اجتماعية معينة تبرر لأصحاب الثورة أو أصحاب الانقلاب ما قاموا، حتى لو كانوا كاذبين، ولكننا لأول مرة نرى انقلابا على نظام يحاول أن يولد!!  

بلا شك سوف تتم محاكمة هذه المجموعة الغريبه من الضباط لمحاولتهم عرقلة تقدم الدولة السودانية ومحاولة تدمير إنجازات الشعب السوداني ووأد طموحاته المشروعة، ولكني أرى أن تضاف إليهم تهمة أخرى غير هذه التهم وهي التهمة التي استخدمها لأول مرة الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات وهي تهمة الغباء السياسي.

وتهمة الغباء السياسي هنا واضحة المعالم فهذه المجموعة الانقلابية لم تنظر حولها ولم تتجهز بأي شكل من الأشكال لكي ينجح انقلابها ويستمر لمدة نصف ساعة.

وعلى آية حال، الحمد لله أن المحاولة جاءت على أيدي هؤلاء الذين رغم فشلهم سيضعون القائمين على الأمر في السودان حاليا أمام مراجعة ضرورية للكثير من الأمور وإعادة الفرز والتدقيق والغربلة للكثير من المؤسسات.