هل شاهدتم مشهد الأم السورية الثكلى الذي أذاعته الفضائيات وهي تبكي صغيرها الذي قتلته قوات الرئيس بشار الأسد بطريقة تدمي القلوب قبل العيون، مشهد يكفي لاسقاط العالم كله وليس إسقاط الرئيس بشار الأسد وحده.
لو لم يكن للأسد ورجاله من خطايا سوى قتل هذا الطفل البريء وغيره من الأطفال الذين ظهرت جثثهم في هذا المشهد، لكان كافيا لاستقالتهم جميعا.
حتى لو كان الرئيس بشار الأسد قد حرر الجولان وحرر فلسطين وفك أسر المسجد الأقصى ونقل سوريا إلى مصاف الدول المتقدمة وحولها إلى امبراطورية تخشاها الأمم فهذا لا يعد شيئا أمام هذا المشهد الذي يبكي الحجر، ويكفي لإزالة النظام السوري الذي فقد الحكمة والرحمة في التعامل مع أبناء شعبه.
هل تذكرون مشهد الطفلة الفلسطينية هدى غالية وهي تبكي أسرتها التي فقدتها فجأة على أيدي الجنود الصهاينة قبل حوالي ثلاث سنوات؟كانت صورتها أيضا تقطع نياط القلوب، فقد ذبح الأب والأم والإخوة وتركت هدى وحدها في هذا العالم المليء بالقبح.
إن مشهد الأم السورية وهي تنوح على طفلها قبل أيام قليلة أشد بشاعة من صورة هدى غالية، لأن الذين صنعوه سوريون يعيشون على أرض سوريا وتحت سمائها ويفترض أن مهمتهم هي حماية الأطفال والنساء من القتل وليس العكس، ولكن الصورة الأخرى من صناعة عدو معروف.
ولذلك فصورة الأم السورية ليست فقط وصمة عار على جبين الجيش السوري وحده ولكنها وصمة عار على جبين العالم أجمع.
في الوقت الذي كان العالم يحتفل فيه بيوم الطفل ، كان رجال الجيش السوري يقتلون أطفال سوريا، وفي الوقت الذي كان ينعم فيه أطفالنا وأطفال العالم بفعاليات هذا اليوم، كان المئات من أطفال سوريا الأبرياء يتعرضون للتعذيب في مراكز الاعتقال على أيدي رجال الأسد، فأين أنت يا حمرة الخجل؟
خلال ثمانية أشهر فقط تمكن رجال الأسد من قتل 280 طفلا سوريا، وذلك من إجمالي عدد القتلى الذي بلغ 4394 شخصا، وهو ما يعني أن طفلا يستشهد كل 21 ساعة، في حين يستشهد سوري كل ساعة ونصف منذ انطلاق الثورة في 15 مارس حتى اليوم، وقد ورد في التقارير أن 12 من هؤلاء الأطفال قد لقوا حتفهم تحت وطأة التعذيب.
ولا ندري كبف سيبقى الرئيس السوري في مكانه بعد كل هذا القتل؟، وكيف سينظر إليه الناس في المستقبل، بل كيف سينظر هو إلى نفسه وقد قتل من شعبه كل هذا العدد؟ولا ندري كيف سيجرؤ رجال الأسد وكيف سنجرؤ جميعا على وصف الجيش الصهيوني بالنازية ونحن أمام هذه الصورة التي تجللنا بالعار.
فك الله أسر الشعب السوري الصامد، وعزاءنا لكل أم سورية ثكلى.