بثينه خليفه قاسم
٣٠ سبتمبر ٢٠٢١
أسوأ ما في المشهد الأفغاني
عندما جاء جاءت الولايات المتحدة وحلفاؤها في حلف شمال الأطلنطي إلى أفغانستان انضم إليها الآلاف من الأفغان وعملوا معها في عشرات الوظائف من مترجمين وأصحاب حرف يدوية ومهن أخرى كثيرة .وقد بنى هؤلاء الناس حياتهم على ذلك وكأن هذا الوضع سيدوم إلى الأبد.
هذه العلاقة التي ربطت بين هؤلاء الناس وبين قوات الدول الأجنبية لم تكن مجرد علاقة عمل عادية يكسبون منها عيشهم ولكنها أصبحت علاقة مصير واحد،لأن هؤلاء الناس أصبحوا في نظر طالبان وغيرها من الجماعات خونة وطابور خامس وجزاؤهم الذبح لأنهم تعاونوا مع الأجنبي مهما كان هذا التعاون، فهم جواسيس في رأي طالبان.
وعندما جاءت لحظة رحيل القوات الأمريكية والبريطانية التي لم يكن يعرفها هؤلاء الأفغان على الأقل ولم يكونوا مستعدين لها بأي شكل، لم يعد يفصل بينهم وبين الذبح على أيدي الطالبان سوى أن يحملهم الأمريكان والبريطانيين معهم على نفس الطائرات ليبدأوا حياة جديدة في الغرب لأنهم لا مكان لهم في بلدهم الاصلي سوى في القبور .
والطامة الكبرى أن جميع أقارب هؤلاء المساكين من كافة درجات القرابة هم أيضا خونة في نظر الطالبان وحزاؤهم الذبح أيضا.ولو افترضنا أن شخصا ممن يعملون مع القوات الأجنبية استطاع أن ينفد بجلده ويصعد على إحدى الطائرات المتجهة إلى لندن او واشنطن أو برلين،ففي نفس الوقت سيترك أسرته وأبناء عمومته وأبناء أخواله يواجهون الموت بسببه. وقد رأينا بالفعل أمثلة كثيرة على ذلك.
انها لحظة مأساوية بكل المقاييس ومهما قالت أمريكا أو بريطانيا انها اخذت الآلاف من هؤلاء إلى بر الأمان فهناك خلفهم آلاف آخرون ينتظرون دورهم في الذبح كنتيجة من نتائج الحملة الأمريكية البريطانية على أفغانستان.