بثينه خليفه قاسم
1 يونيو 2019
أردوغان يعظ
كل صاحب فكر أو موقف يرى أنه على حق وأن ما يراه ويقوله هو الحق والعدل الذي يؤدي لصلاح الكون، وهذا ليس بالجديد ،فكثير من أهل الباطل اتهموا الكثير من أهل الحق بالضلال المبين .ولنتذكر فرعون الذي قال ذروني أقتل موسى وليدعو ربه ،اني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد .فرعون اذن يريد أن يحمي الإنسانية من خطر موسى ومن الفساد الذي سينشره في الأرض .
تذكرت هذا الموقف عندما قرأت رسالة ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي تقمص دور الناصح الأمين لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ال سعود .
هذا الأقطاي يتدخل في أحكام القضاء السعودي لصالح بعض المحكوم عليهم من أتباع أردوغان الذين أدينوا في المملكة العربية السعودية بتهم تتصل بالإرهاب ويوجه النصائح لخادم الحرمين الشريفين مطالبا بالعفو عن هؤلاء المدانين والا سيأتي شر عظيم حسب رؤية هذا الأقطاي !
وبغض النظر عن كون ما جرى حكم قضائي سعودي لا يجوز له أو لغيره التدخل فيه ،فهل أردوغان ومستشاره أهل لتقديم النصائح في أمور تتصل بحقوق الإنسان لأي دولة في العالم ؟
هل يجوز لنظام اعتقل الآلاف من أبناء شعبه ونكل لآلاف الضباط وأبعد آلاف الموظفين من وظائفهم أن يقوم بدور الواعظ لأي دولة من الدول ؟
هل يجوز لنظام يدعم الجماعات الارهابية بالمال والسلاح لتمارس الدمار والخراب في بلاد المسلمين وتمارس القتل أن يعطي دروس لغيره ؟
كم مسلم قتل في ليبيا وفي سوريا وفي العراق وفي مصر على أيدي الجماعات الإرهابية المجرمة التي تنال التأييد والدعم والايواء من قبل نظام أردوغان ؟
ان رسالة أردوغان التي نشرت ووجهت للمملكة العربية السعودية هي رسالة باطل يراد بها باطل ،لأن الهدف منها هو التحريض ضد السعودية وضد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز .
الهدف من هذه الرسالة هو دعم الإرهاب والارهابيين والتأكيد على أن تركيا هي الصدر الحنون لهؤلاء القتلة الذين يعيثون في الأرض فسادا .