6 يناير 2019
أحصنة طروادة الإيرانية
أحصنة طروادة الإيرانية هو عنوان معبر ودقيق لكتاب صادر عن مركز الفكر الاستراتيجي يتناول فيه الباحث الأذرع العسكرية والسياسية الإيرانية في المنطقة العربية والإسلامية وطبيعة هذه الأذرع المليشاوية وتكوينها وارتباطها الوثيق بإيران ضمن استراتيجية بدأت عقب الثورة الخمينية في إيران .
الكتاب يتناول جميع الأذرع الإيرانية المسلحة في المنطقة العرببة،رابطا إياها بالحرس الثوري الإيراني ويخصص فصلا لكل ذراع على حده ويتناول خصائص هذه المليشيات المسلحة ومراحل تشكلها وأسسها العقدية والخصائص الهيكلية التي تميزها ومصادر تمويلها وتسليحها والحروب والمعارك التي خاضتها وعلاقتها بمجتمعاتها وحكوماتها والوسائل التي تحول دون اتساعها .
وقد انفردهذا الكتاب بفصل حول فيلق القدس باعتباره أول تنظيم شيعي مسلح تابع لإيران وله مهام خارجية يقوم بها تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني ،وهذا الفيلق هو الذي يقف خلف تشكيل جميع المليشيات والتنظيمات الشيعية المسلحة بالمنطقة العربية والإسلامية ويتولى تمويلها وتدريبها والتنسيق فيما بينها .
ثم تعرض للمليشيات المسلحة في العراق وبخاصة جيش المهدي الذي تشكل بعد الاحتلال الأمريكي للعراق والذي أفرز الحشد الشعبي كنسخة أكثر تطورا لعبت دورا كبيرا في العملية السياسية والعسكرية في العراق .
كما تناول ميليشيا الحوثي في اليمن ودورها وارتباطها بإيران وانتقل إلى أهم هذه الأذرع وأقواها وهو حزب الله اللبناني هيكله التنظيمي وعلاقته بالدولة اللبنانية ودوره في تحقيق المصالح الإيرانية في المنطقة .
ثم جاء في النهاية الحديث عن ذراع أيرانية غير عربية وهي لواء “فاطميون “الأفغاني الذي يمثل تطورا جديدا كونه تنظيم شيعي خارج الدائرة العربية .
وأوضح الكتاب أن هذا المليشيات تنشط بين تصدعات المجتمعات العربية وتزيد من عمق هذه التصدعات وتخلف ثارات طائفية داخل كل مجتمع وتنتظر الفرص المواتية للانقضاض على أنظمة هذه الدول بحسب ما تقتضيه المصالح الإيرانية .
كما أشار الكتاب إلى أن هذه التنظيمات لا تعتمد فقط على التمويل الإيراني المباشر و،لكنها تعتمد على تبرعات معينة وتعتمد على زكاة الخمس ،بل تقتطع جزءا من ميزانية الحكومات في بعض الدول خاصة في العراق واليمن .
غير أن أهم ما أورده البحث هو أن إيران سوف تستمر في عمل نسخ أخرى من هذه المليشيات في بلاد أخرى ،سواء في المدى المتوسط أو على المدى البعيد .
