قرأت خبرا يقول إن المرشحة السابقة لانتخابات مجلس الأمة الكويتي سلوى المطيري أعلنت توصلها الى خلطة مدهشة حقا أسمتها “ويسكي إسلامي”، وقالت إنها توصلت إلى خلطة سحرية من الأعشاب تجلب البهجة والمتعة والسعادة لمن يحتسيها واصفة اكتشافها أنه “خمر إسلامي”، وأكدت أن خلطتها في مختبر وزارة البلدية، وتنتظر النتيجة والموافقة لتبدأ العمل وطرحه بالأسواق.
وأشارت إلى أن “الويسكي” الجديد يتكون من أعشاب طبيعية (نعناع ودارسين ومرامية ويانسون) وأعشاب أخرى، مهدئة للأعصاب ولذيذة الطعم، “تشرب منه كأسا فتشعر بالسعادة والهدوء، لذا أسميته خمر الوناسة”.
ولا أدري ما الذي دفع المرشحة الكويتية إلى القيام بهذا الاختراع العربي الجديد؟ هل هي الحاجة – على اعتبار أن الحاجة أم الاختراع – أم هي دعاية انتخابية للمرة القادمة؟ أم أن النائبة الكويتية السابقة تدرك حالة الغضب والتمرد التي تعيشها الجماهير العربية فأرادت أن تهدئ من روعهم بخمرها الجديد وتعيدهم إلى سيرتهم الأولى التي عرفت عنهم منذ مئات السنين؟ أم أنها استوحت هذه الفكرة وسعت لتطبيقها بسبب ما يعانيه البرلمان الكويتي نفسه من نوبات انفعال على فترات متكررة؟ أم أنها أرادت تحقيق الذيوع والشهرة بأي طريقة كما فعل المطرب المصري شعبان عبدالرحيم؟
المرشحة الكويتية السابقة مواطنة عربية نشأت وترعرعت وسط ثقافة عربية تقدس الخلطات السرية، وتبحث عنها أكثر مما تبحث عن أي شيء آخر، لذلك فهي وفية لهذه الثقافة وحريصة على إدخال السرور على قلوب العرب.
– يا سيادة المخترعة الكويتية، نحن نريد اختراعات تنشط هذه الأمة وتنزعها من الكسل أكثر من حاجتنا للمهدئات، نريد اختراعات تجعلنا نبرهن رجولتنا بوسائل أخرى غير الفحولة، نريد أن نبني جيلا جديدا لا يقضي ثلاثة أرباع عمره في الحديث عن بطولاته وفتوحاته الجنسية.
إننا في أشد الحاجة إلى اختراع عربي يحصن الرجل العربي ضد ارتفاع “هورمون الكورتيزول” في جسمه بمجرد جلوسه أمام امراة جميلة، فكما أفادت دراسة إسبانية قرأنا عنها في نفس اليوم الذي قرأنا فيه نبأ اختراع النائبة الكويتية، أن المرأة الجميلة تؤثر على صحة الرجل وتقصر عمره وأن بقاء الرجل أمام امرأة جميلة مدة خمس دقائق قد يؤدي إلى إصابته بداء السكري والقلب وارتفاع ضغط الدم بسبب ارتفاع هرمون الإجهاد أو الكورتيزول.
صحيح ان الدراسة الإسبانية تتعلق بجميع الرجال وليس الرجال العرب فقط – رغم وجود شكوك حول الأصول العربية لمعظم الرجال الذين أجري عليهم البحث – إلا أنه في كل الأحوال هناك خطورة أكثر على الرجال العرب لأنهم الأكثر حرصا على الجلوس أمام الجميلات والأكثر سعيا إليهن، وإذا كانت خمس دقائق يقضيها الرجل أمام امرأة جميلة يمكن أن تصيبه بكل هذه الأمراض، فلا شك أن الأمة العربية في خطر.
وعلى الرغم من أن الاختراع الذي ندعو النائبة الكويتية إلى القيام به له أهمية كبيرة أكثر من “ويسكي الوناسة” الذي أرهقت نفسها في التوصل إليه، إلا أنه لن يفيدها في مجال الدعاية الانتخابية، لأن الرجل العربي قد يواجه الموت ولا يقبل على وصفة تنجيه من ارتفاع هرمون الكورتيزول الناتج عن الجلوس أمام الجميلات!!