يا له من كائن جبار

يا له من كائن جبار

بثينه خليفه قاسم

٢٥ مارس 2020

 

يا له من كائن جبار

 

على مدى سنوات طويلة قام الأقوياء في هذا العالم بالاعتداء على الطبيعة ورفضوا كل النداءات التي توسلت إليهم أن يقللوا من الانبعاثات الضارة التي تؤذي الأرض ومن عليها ،وواصلوا الطمع وواصلوا تلويث كل شيء ،فجاءهم هذا الكائن العجيب الذي لا يراه أحد وحبس العالم كله وأوقف المصانع والانبعاثات لكي يرفع من جودة الهواء الذي نتنفسه بنسبة لا يتخيلها أحد ولا يستطيع كل الناشطين البيئيين ولا أحزاب الخضر في  العالم أن يفعلوه في تاريخهم.

 

نعم انه كورونا الذي أغلق كل البارات والخمارات والمقاهي وقاعات الرقص وأوقف القبل بين الجنسين وبين الجنس الواحد. انه كورونا الذي أجبر أعضاء العائلة الواحدة أن يجلسوا في البيوت وأن يرى بعضهم البعض بعد طول تباعد وافتراق.

إنه كورونا الذي هذب البشرية من جديد وعلمها النظافة وعرف العالم كله أن محمد رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم هو أول من علم الدنيا الحجر الصحي..إنه كورونا الذي لم يفرق بين الأمير تشارلز وبين أفقر الفقراء .

 

إنه كورونا الذي يكفيه فخرا أنه أوقف البشرية عاجزة ذليلة أمام كل منجزاتها أسلحتها ونقلها من عبادة التكنولوجيا إلى عبادة الله القادر.

 

أي صوت هذا وأي بلاغة وأي قوة تلك التي أقنعت أو أرغمت جبابرة الأرض أن ينفقوا ثلث ميزانياتهم العسكرية على الصحة ومتطلبات الوقاية والعلاج؟

 

فلتعودي إلى رشدك أيتها البشرية ولتعرفي أن قدرة الله فوق كل قدرة وأن ما يصنعه الإنسان من إنجازات يمكن أن يهدمه جندي من جنود الله لا تراه العين!