يا لها من قصة مؤلمة ومرعبة

يا لها من قصة مؤلمة ومرعبة

بثينه خليفه قاسم

13 مايو 2020

 

يا لها من قصة مؤلمة ومرعبة

 

قرأت وشاهدت الكثير من الرسائل الاعلامية التي خططت وأعدت لتخويف الناس من فيروس كورونا المرعب وحثهم على البقاء في منازلهم حفاظا على حياتهم وحياة أهليهم وأحبائهم، ولكنني لم أقرأ شيئا أكثر إيلاما وبثا للرعب مما كتبه الصحفي اليمني المقيم في فرنسا أحمد الجبر الذي خلص من قصته المؤلمة كواحد من الذين مروا بتجربة كورونا الأليمة، وليس المخبر المعاين، وليست النائحة كالثكلى.

 

قال الخبر في خلاصته:

“لو عرفتم حقيقة كورونا وسرعة انتقاله لبحثتم عن كهوف تحت الارض بدلا عن العزلة في المنازل !”وها هي رسالة الرجل الذي بقي ١٨ يوما في قبضة هذا الفيروس اللعين والتي يصلح أن تحفظ ضمن مجلد أو متحف يخصص لقصص معاناة البشر في زمن كورونا :

 

بعد ١٨ يوما من المقاومة العنيفة والشرسة وبفضل الله وكرمه ومنٌه  أفلت من قبضة الفيروس اللعين  ومع اني أكثر تطرفا لجهة الالتزام بالإجراءات الاحترازية ومنها البقاء في المنزل و عدم المصافحة. الا ان الفيروس اللعين اصطادني وزميلي العزيز سامي الاشول يوم 12 مارس عندما خرجنا في مشوار صغير .. فلم نعد يومها بمفردنا بل برفقة عدو خبيث لا نعلم أو نتذكر كيف اصطادنا.

 

وحدهم فقط أولئك الذين ابتلاهم الله بكورونا يعرفون معنى ١٨ يوما في قبضة هذا الفيروس الخبيث. هي مواجهة تحسب بالدقائق والساعات  تعيش الموت وتتذوقه لحظة بلحظة  مع عدو يخبرك أنه جاء ينقذك بالموت  فلا يمنحك.. وانت .. انت من تتوق إليه للخلاص مما أنت فيه من عذاب .

 

كورونا يا سادة ليس نزهة أو وعكة عابرة ..  أنه مجرم سفاح يزرع صدرك بالغام تتفجر كلما سعلت – وهو سعال لا يكاد ينقطع – فيحيل صدرك إلى أشلاء من دماء تسيل الى فمك. .هو سفاح لا يرحم لأنه وبعد أن ينهي تنفيذ سلسلة انفجارات متوالية في صدرك .. وفي استغلال بشع لجسدك الذي لا يقوى على تحريك يد واحدة لحمل منديل تجفف به فمك من الدماء ..اذا به وبخبث الجبناء يعبث بالهواء الذي تتنفسه بصعوبة .. فيمارس هوايته اليومية بخنقك بين الحين والآخر إلى أن تكاد تودع الحياة او يغمى عليك .

 

لم يكتف بكل ذلك .. بل وعلاوة على الإرهاق والفتور الشديد الذي يصيب به جسدك المنهك وارتفاع درجة حرارة الجسم الداخلية والشعور بالقشعريرة .. فإنه يُطبق على راسك إلى درجة تشعر معها انه سينفجر من شدة الألم .

 

 هذا هو الفيروس اللعين الذي أحال العالم إلى كتلة من الخوف والرعب ..فلا تستكثروا أو تستثقلوا البقاء في المنزل .. فلو عرفتم حقيقته وسرعة انتقاله لبحثتم عن كهوف تحت الارض بدلا عن المنازل. 

مزيد من الحذر يا قوم قبل أن يقع الفاس على الراس .. فلو تسلل إلى بلدنا -لا سمح الله- سيحيلها إلى مقبرة جماعية .