بثينه خليفه قاسم
27 نوفمبر 2020
منتدى “دراسات” وإنجاز جديد
تتزايد الأهمية الكبيرة لمراكز البحوث ومراكز الفكر على مستوى العالم يوما بعد يوم مع زيادة التحديات والأخطار التي تواجه البشرية في كافة مناحي الحياة السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الصحية وغيرها، فهذه المراكز، ومن بينها مركز دراسات البحريني، بقيادة الدكتور الشيخ عبد الله بن أحمد آل خليفه تدعم متخذ القرار بالخلاصات والأسانيد العلمية التي تجعل أمامه درجة عالية من اليقين خلال عملية صناعة القرار، خاصة في الأوقات الصعبة، مثل الأزمات والكوارث المفاجئة والأوبئة.
وهي تساعد المسئولين على استشراف المستقبل ووضع الخطط والاستراتيجيات لمواجهة المشكلات أو تطورات الأحداث المتوقعة، سواء كانوا في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص.
لقد أحسن مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة بعقد هذا المنتدى الفكري المثمر سنويا على أرض البحرين، فهو يقدم فرصة نادرة ورائعة لاستعراض الأفكار والخلاصات لأصحاب العقول الكبيرة والمفكرين في المنطقة وفي العالم وهو أمر غاية في الفائدة والأهمية ،فعلى مدار الأيام الماضية التي عقدت فيها الدورة الحالية في البحرين برعاية مركز دراسات تلقينا الكثير من الخلاصات الرائعة حول قضية غاية في الخطورة، وهي أزمة كورونا التي واجهت العالم ودمرت ما دمرته وخلفت ما خلفته من أضرار، نتيجة لعدم استعداد العالم لمواجهة مثل هذا الوباء الخطير.
لقد ارتبكت كل دول العالم وخسرت بسبب وباء كورونا ولم يكن هناك فرق بين غني أو فقير في هذه المحنة المدمرة، وكان هذا بسبب فقر المعلومات وعدم وجود استراتيجيات مسبقة للتعامل مع هكذا أمور، ومن هنا فقد برزت الحاجة وبشدة إلى النظر إلى المستقبل بطريقة مختلفة واعداد الخطط الضرورية لذلك.
ومن هنا أيضا تأتي أهمية مراكز الفكر في المساعدة في وضع هذه الاستراتيجيات والخطط، وتأتي أهمية هذا العمل الرائع الذي يجري تحت رعاية الدكتور الشيخ عبد الله بن أحمد آل خليفـه ، فعلى مدى الأيام الماضية تلقينا الكثير من الرسائل الهامة من خلال هذا المنتدى الفكري الكبير الذي ضم شخصيات رفيعة من المنطقة ومن العالم، ولن يتسع المجال هنا لإعطاء هذا المنتدى حقه وسرد ما جاء فيه، ولكنني سألتقط بعض الرسائل المهمة التي تعبر عن مدى تأثير محنة كورونا على العالم.
ومن بين الرسائل التي توقفت عندها قول الدكتورة ابتسام الكتبي رئيس مركز الامارات للسياسات، التي قالت أن التحدي أمام الحكومات في المرحلة المقبلة يتركز في رفع مستوى الجاهزية وبناء القدرات للتعامل مع الأوبئة العالمية من خلال تخصيص المزيد من الموارد في البنية التحتية الصحية باعتبارها مسألة أمن قومي للدولة، إلى جانب تعزيز المرونة الصحية من خلال التركيز على الفئات الأكثر هشاشة صحيا.
ومن الخلاصات الهامة أيضا ما ذكره الدكتور محمد بن حميدو رئيس مركز المغرب للدراسات الاستراتيجية من أن هناك تهديدا جديدا قد ظهر مع هذه الأزمة وهو تهديد الأخبار الزائفة الذي عمق هوة عدم الثقة بين المواطنين والحكومات، لذا فالمرحلة القادمة تتطلب تغيير العقليات والأولويات.
فكل الشكر والتقدير لمركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقه ( دراسات) على ما بذلوه من جهد مشهود له بالنجاح وعلى رأسهم د. الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفه رئيس مجلس أمناء المركز.
