لهذا أفتخر ببلدي

لهذا أفتخر ببلدي

بثينه خليفه قاسم

14 يونيو 2020

 

لهذا أفتخر ببلدي

 

المحنة في حياة البشر وفي تاريخ الدول هي المحك الأساسي الذي يبين معدن الرجال وقدرتهم على مواجهة هذه المحن، وعندما تتعرض الدولة لكارثة أو لخطر من أي نوع يتضح المكون الأخلاقي والقيمي والإنساني لهذه الدولة ،خاصة وأن الكوارث والمحن تأتي في الغالب دون مقدمات ودون أن تأخذ الدولة حذرها وتعد عدتها للمواجهة .

 

وعندما جاء فيروس كورونا لم يترك أحد ليلتقط أنفاسه ويفكر ماذا يفعل ولم يترك دولة أو شعبا إلا وهاجمه فأصبح الكل مشغولا بنفسه وتراجعت قيم التعاطف والتعاون بين دول العالم وبعضها البعض، والأسوأ من ذلك أن هذه القيم الإنسانية قد اهتزت بشدة وتراجعت داخل الشعب الواحد كما رأينا في بعض الدول.

 

ولكن في بلدي البحرين كان الأمر مختلفا تماما لدرجة أنني فكرت مرارا أن أوثق التجربة البحرينية في مواجهة فيروس كورونا لأفتخر بأداء المسئولين البحرينيين في مواجهة هذا الفيروس اللعين.

 

ولذلك كانت سعادتي بالغة عندما علمت أن هناك فريقا محترما قد قام بتوثيق هذه التجربة البحرينية التي أراها ملحمة من ملاحم الكفاح البحريني خلال التاريخ المعاصر .

 

علمت أن جمعية المرصد لحقوق الإنسان قد قامت بتوثيق هذه التجربة الصعبة التي أدارها بشكل مباشر صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد ولي العهد النائب الأول لرئيس الوزراء وجعلت البحرين محل احترام الجميع ولم يسمع أحد لنا صراخا كذلك الذي صدر عن دول وشعوب تملك من الموارد المادية والبشرية والعلمية ما لا نملكه.

 

اننا نملك ما هو أهم بكثير في مواجهة محنة من هذا النوع ،فنحن نملك الإنسانية ونملك منظومة قيم رسخها في نفوسنا وعقولنا جلالة الملك المفدى حمد بن عيسى آل خليفة .

 

هذه المنظومة هي التي جعلتنا محل احترام العالم وجعلتنا لا نفرق بين مواطن ومواطن ولا بين مواطن ووافد في مواجهة هذه النازلة الكبرى.

 

لقد أدركت بلدي منذ البداية أن هذا الوباء كارثة نزلت على الإنسان مهما كان عنوان هذا الإنسان وجنسه ودينه و بالتالي كان ولابد أن نتعامل معها بشكل انساني كما رأينا في مملكتنا العزيزة.

 

وبجانب الفلسفة الإنسانية الرفيعة التي تبنتها البحرين في مواجهة هذا الفيروس، هناك عقيدة السبق واحترام الإنسان وتكريمه، فقد كانت البحرين بقيادتها الحكيمة في مقدمة الدول التي اتخذت من الإجراءات الحمائية ما يدل على مدى تقديسها للإنسان وكرامته  وحياته.

 

لا تتسع زاويتي هنا لأسرد تفاصيل الخطة التي وضعتها البحرين بقيادة سمو الأمير سلمان بن حمد وشاركت فيها بإخلاص وإبداع كل الجهات الصحية والأمنية والاعلامية والثقافية والأهلية باقتدار ،ولكن يمكنني أن أشد على أيدي فريق جمعية المرصد الوطني الذين أعدوا تقريرهم الموثق العلمي حول هذه التجربة لأنها بالفعل تجربة تستحق التوثيق وتستحق أن يقرأها أبناؤنا ويقرأها العالم .