لاأستطيع أن أتنفس

لاأستطيع أن أتنفس

بثينه خليفه قاسم

7 يونيو 2020

 

لا أستطيع أن أتنفس

 

فجأة ترددت هذه الجملة في كل وسائل الإعلام التقليدية والحديثة ومعها اسم جورج فلويد الأمريكي الأسود الذي توفي بعد أن صرعه أحد رجال الشرطة في مينا بولس بولاية مينيسوتا الأمريكية ووضع ركبته فوق رقبته وتسبب في موته .

 

أكثر من ٩٠ بالمائة من صحف أوروبا وأمريكا وضعت على صفحاتها الأول صورة جورج فلويد أو صور التظاهرات والاحتجاجات الغاضبة التي خرجت تحمل لافتات تقول ” حياة السود مهمة”.

 

صورة واحدة هزت الصورة الأمريكية المرسومة في مخيلة الشعوب منذ عشرات السنين، ليس لأن هذه الصورة نادرة الحدوث في العالم، فكل يوم هناك ضحايا في أنحاء العالم وهناك مظاليم بطول الأرض وعرضها، ولكن لأن هذه الصورة وقعت في أمريكا التي تعطي الدروس للجميع وتقيم الدنيا وتقعدها اذا تعرض أحد المثليين للتنمر أو المضايقة في بلده.

 

صورة واحدة جعلت الإعلام العالمي يغير رأيه ويعطي مساحة لخبر آخر غير كورونا الذي احتل الشاشات واحتل عناوين الصحف منذ خمسة أشهر.

 

لقد ضربت الدعاية الأمريكية وشعارات الأمم المتمدينة وحقوق الإنسان في مقتل لأن الدولة صاحبة براءة الاختراع لهذه الشعارات قتلت مواطنا من مواطنيها بسبب التمييز العنصري الذي لم تنجح مائة عام من القوانين والشعارات في نزعه من قلوب الكثير من البيض .

 

 

أمريكا بالتأكيد ستمر من هذه الأزمة لأنها دولة مؤسسات ويمكن لها أن تتجاوز أي اضطرابات من أجل المصلحة العامة ،خاصة وأن الصدام ليس بين السود والبيض ولكنه صدام مع النظام والقوانين والتجاهل الحكومي لحقوق البيض ،ولكن السؤال: هل ستتغير أمريكا؟ بمعنى : هل ستنتهي العنصرية في أمريكا، ؟ لا أعتقد أن هذا سيحدث .