عشرون دولاراً تغير العالم

عشرون دولاراً تغير العالم

بثينه خليفه قاسم

13 يونيو ٢٠٢٠

 

عشرون دولارا تغير العالم

 

جورج فلويد، رجل أمريكي أسود قبل عشرين يوما لم يكن يعرفه سوى أقاربه وذويه وربما جيرانه وصاحب العمل الذي يعمل به، وإذا بهذا الرجل الذي كان مجرد رقم ضمن أرقام الشعب الأمريكي، يصبح عنوانا لكل الصحف ولكل نشرات الأخبار.

 

كان يمكن لجورج فلويد أن يموت في حادث سيارة او يموت ضمن مائة ألف أو يزيد من الأمريكيين الذي قضوا بسبب وباء كورونا وكان يمكن أن يموت بجرعة مخدرة أو برفسة حصان أو حمار وتمر جنازته وينتهي أمره دون أن تركع له نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي في  واشنطن، ودون أن يقول بوريس جونسون للمتظاهرين في لندن “اني أسمعكم”.

 

وكان من الممكن ألا يشك البقال الذي ذهب إليه جورج فلويد في أن العشرين دولارا التي أعطاها الأخير إياه مزورة وبالتالي لا يقوم باستدعاء الشرطة التي داست على رقبة فلويد حتى قال قولته التي رددها العالم والتي ستصبح عنوانا لأدبيات وكتب عن كفاح السود ،” لا أستطيع أن أتنفس “ثم مات وأشعل الدنيا نارا .

 

ولكنها الأقدار وإرادة الله وأخطاء البشر التي تغير العالم وتصنع التاريخ .وقد أراد الله أن يصبح جورج فلويد شخصا مشهورا واسما يتردد في قصص المقهورين والمقموعين في كل مكان ،فيذكر اسمه مثل أبراهام لنكولن وغيره ممن كان العالم بعد موتهم مختلفا عنه قبل موتهـم .

 

 

أخطاء تصنع التاريخ، فكل ما كتبه مناهضو العنصرية وكل ما حاوله المشرعون وفشلوا فيه على مدار سنوات لا يساوي العشرين دولارا التي أعطاها جورج فلويد للبقال وظنها مزورة وتبين في النهاية أنها صحيحة.

 

ويمكن أن تصل الأمور إلى أبعد من ذلك بكثير وتكون هذه العشرون دولارا أكثر تأثيرا في نتائج الانتخابات الأمريكية من مليارات الدولارات التي تنفقها الة الدعاية الأمريكية بوسائلها المتعددة.

 

وقد يذهب بنا الخيال إلى ما هو أبعد وأبعد ويتم تغيير موازين القوى في الكون بعشرين دولارا بعد أن عجزت كل الأموال وكل الأسلحة وكل الحروب عن احداث هذا التغيير .