ضوء في نهاية النفق

ضوء في نهاية النفق

بثينه خليفه قاسم

9 مايو 2021

ضوء في نهاية النفق

في نهاية الأسبوع الماضي تم تناقل خبر يدعو إلى التفاؤل، فلأول مرة منذ بداية جائحة كورونا نجد العالم المتقدم ينظر إلى الأمور من منظور إنساني ويفكر بعيدا عن المكاسب المادية والاقتصادية.

والخبر هو أن رئيسة المفوضية الأوروبية، أو رسولا فون دير لاين ، أعلنت إن الاتحاد الأوروبي مستعد لمناقشة اقتراح تدعمه الولايات المتحدة للتنازل عن براءات اختراع لقاحات كوفيد19 ، وأن الرئيس الفرنسي ، إيمانويل ماكرون ، أعلن تأييده لهذه الخطة من أجل انتاج اللقاح وتوزيعه في أنحاء العالم.

نتمنى أن تمضي هذه الدول قدما في تحقيق هذا الأمر الهام بالنسبة للشعوب الفقيرة والدول التي لا تملك براءات اختراع حيث سيؤدي ذلك إلى انتاج اللقاح في أماكن كثيرة من العالم ويساعد في التصدي للجائحة بشكل أقوى وأسرع.

وبطبيعة الحال قوبلت هذه الخطوة بغضب واعتراض شديد من قبل بعض شركات الأدوية التي تحقق المليارات من الدولارات من وراء هذه المحنة التي تمر بها البشرية، وقوبلت باعتراض أيضا من بعض القائلين أن التنازل عن براءات الاختراع سوف يؤدي إلى قتل الإبداع والسعي لتحقيق الانجازات العلمية الكبيرة. ولكن لا يجب أن يستمع الكبار في هذا العالم لأولئك أو هؤلاء، فبراءات الاختراع لن تسقط إلى الأبد ولكنه تعليق مؤقت من أجل مساعدة البشرية على الخروج من النفق المظلم.

 أما شركات الأدوية فيجب أن يكفيها ما كسبته بالفعل من وراء بيع اللقاحات للعالم ،ويكفي في هذا السياق أن نقول أن إحدى هذه الشركات دون ذكر اسم حققت أرباحا بلغت 25 مليار دولار من انتاج هذه اللقاحات، وبالتالي يجب أن تساهم هذه الشركات في نشر المعرفة ومساعدة البشرية التي اغتنت من ورائها إلى الانتصار على المرض.

العالم يمر بظروف استثنائية والمرض الذي أصاب وقتل الملايين هو مرض عالمي والسبيل الوحيد لمواجهته هو التعاون واستثناء اللقاحات من قواعد التجارة والربح والجشع .

وقد أعلنت كاثرين تاي ، كبيرة مستشاري بايدن التجاريين، إنه بينما تؤمن الولايات المتحدة بقوة بحماية الملكية الفكرية، فإنها ستفتح مفاوضات في منظمة التجارة العالمية لتخفيف القواعد.