دماء على باب الحرم الجامعي

دماء على باب الحرم الجامعي

بثينه خليفه قاسم 

١ يوليو ٢٠٢٢

دماء على باب الحرم الجامعي

لا أدري ما الذي جعلني أختار هذا العنوان الذي يشبه عنوان مسرحية ” دماء على أستار الكعبة” ،مع اختلاف الموضوع بطبيعة الحال.

ولكن الموضوع الذي أتناوله هنا قد أصابني بالصدمة كما أصاب المجتمع العربي كله، وجعلني غير قادرة على اختيار العنوان واختيار الكلمات.

فخلال أسبوع واحد يتم ذبح فتاتين عربيتين في عمر الزهور بطريقة غريبة وبشعة وغير مألوفة في بلاد العرب، احداهما في القاهرة والأخرى في عمان بالأردن.

فعلى بوابة جامعة المنصورة في دلتا مصر تم ذبح نيره الجميلة كما تذبح الشاة بواسطة شاب كان يريد الزواج منها ولكنها رفضته، فقرر ذبحها حتى لا يظفر بها غيره، وفي الأردن تلقت ايمان الجميلة رصاصة اخترقت رأسها بشكل بشع هز الضمير العربي كله.

فماذا حدث للقيم العربية لدى هذا الجيل من الشباب. لم نعرف شيئا كهذا في القيم العربية التاريخية. فالثقافة العربية بها رجال أصابهم الجنون بسبب العشق مثل قيس ابن الملوح الذي عشق ليلى العامرية ،وبها جميل بثينة، ولكن ليس بها ذبح للحبيبات بهذه الطريقة البشعة.

فما الذي نحن فيه اليوم؟ ما الذي خلق شبابا بهذه الدرجة من التوحش والعنف؟ سؤال أطرحه ويطرحه غيري كثيرون هذه الأيام؟ هل هو الفن الرديء  الذي أنتجته بعض دور السينما ؟ هل هو الإنترنت وألعاب القتل التي تأخذ الشباب نحو الهلاك؟ 

لا أدري هل سبب واحد ام أسباب كثيرة، ولكن المؤكد أن شباب هذه الأيام قد أصبحوا عنيفين وعلى استعداد للقتل.

الذي ذبح نيرة المسكينة حكم عليه بالإعدام بعد أيام من جريمته في أسرع حكم إعدام في تاريخ مصر، ولكن العقاب الرادع ليس فقط هو ما يريده الناس أمام حالة العنف التي أصابت الشباب والتي يمكن أن يروح ضحيتها كثيرات وكثيرين.

إنني أوجه من خلال هذه الزاوية رسالة لكل من يهمه الأمر ليقوم كل بدوره في مواجهة التشوه الفكري والعاطفي الذي يصيب الكثير من الشباب في هذه الأيام العصيبة.