دبلوماسية الفاكسين

دبلوماسية الفاكسين

بثينه خليفه قاسم 

30 نوفمبر 2020

دبلوماسية الفاكسين

دخل فيروس كورونا التاريخ من أوسع أبوابه، فسوف يذكر اسمه في أدبيات كثيرة وليس فقط في مجال الطب والدواء والدراسات العلمية الخاصة بالأوبئة، فقد أصبحنا نقرأ عن مصطلح جديد في عالم السياسة والدبلوماسية هو مصطلح “دبلوماسية الفاكسين ”  الذي يستخدم في إطار الحديث عن خطة الصين التي تسعى من خلالها إلى تحسين صورتها أمام العالم بعد الذي لحق بها في بداية تفشي الفيروس في يناير 2020 وحيث تم توجيه أصابع الاتهام لها بإخفاء حقيقة المرض في البداية ونتج عن ذلك تضرر صورة الصين عالميا لبعض الوقت على الأقل، خاصة في ظل إصرار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب على استخدام عبارة الفيروس الصيني لوصف فيروس كوفيد 19 الذي يعد أهم أسباب التي حرمت ترامب من الوصول إلى ولاية ثانية في الولايات المتحدة . 

والمقصود بدبلوماسية الفاكسين هو قيام الصين باستخدام الفاكسين الصين في مساعدة دول العالم وحرصها على أن يكون سعر هذا الفاكسين متناسبا مع إمكانيات الدول سعيا إلى تحسين الصورة الذهنية للصين لدى شعوب وحكومات العالم.

وقد كان أول تدشين عملي لهذه الدبلوماسية الصينية الجديدة في البرازيل حيث أقيمت قبل أيام قليلة مراسم استقبال كبيرة في مطار ساو باولو لوصول ضيف هام جدا قادم على متن إحدى الطائرات، ولم يكن هذا الضيف سوى ستة حاويات مبردة تحمل الفاكسين الصيني إلى البرازيل التي تعد واحدة من أكثر دول العالم تضررا من هذا الفيروس. 

هذه الدبلوماسية الجديدة بلا شك ستجعل الصين من الرابحين من هذه المحنة التي خلفت ضحايا وخاسرين في كل أنحاء العالم.

والحقيقة أن الصين التي تلقت الضربة الأولى من هذا الفيروس وهي على غير استعداد قد نجحت أكثر من كل القوى الكبرى وأولها الولايات المتحدة الأمريكية في مواجهة هذا الفيروس.

ففي الوقت الذي تفرغ فيه الرئيس الأمريكي ترامب للتهكم على الفيروس تارة وإلى دعوة النساء إلى المطهرات لقتل الفيروس والتنديد بالصين واستخدام عبارة الفيروس الصيني، كانت الصين تعمل بجد وبصرامة لمواجهة الفيروس وإنتاج لقاح له.

وفي الوقت الذي كان الرئيس ترامب يستخدم قوة الولايات المتحدة وإمكانياتها في شراء كل ما يعلن عنه من لقاحات، كانت الصين تسعى لإنتاج لقاح رخيص تساعد به.