خطورة ما يحدث في إيران

خطورة ما يحدث في إيران

الشأن الإيراني يشغل مساحات واسعة جداً من صفحات الصحف والفضائيات على إختلافها هذه الأيام ، والكتابات الصحفية لدينا أصبحت مثل جائحة الأنفلونزا ، فلابد أن يكتب الجميع ولابد أن تكون صفحات الرأي شأنها شأن صفحات الأخبار نسخاً مكررة.
غير أن الحقيقة التي أغفلها الكثيرون هي أن نتائج الإنتخابات الإيرانية في ظل الظروف التي يعيش فيها الشعب الإيراني منذ الثورة وحتى الآن أمر يتصل فقط بالشأن الداخلي الإيراني دون غيره، بمعنى أن هذه النتائج قد تؤدي إلى تغيير في نواح إقتصادية أو إجتماعية أو غيرها فيما يتصل بالحياة اليومية للإيرانيين.
أما فيما يتصل بالشأن الخارجي وعلاقة إيران بالعالم فلا أعتقد أن الإنتخابات مهما كانت نتائجها ستؤدي إلى تغيير جوهري في سياسة إيران وتوجهاتها. فبالنسبة لنا كعرب لا فرق بين إيران الشاه ومن قبل الشاه وبين إيران العمائم واللحى، فإيران هي إيران الفارسية مهما تغير النظام.
أما عن علاقة إيران بالغرب فالأمر لا يختلف كثيراً ، فالنظام الإسلامي الإيراني لن يأتي بجديد مهما كانت نتيجة الإنتخابات فنجاد ورضائي وموسوي ليسوا من عالم آخر فهم جزء من الثورة وأركان في النظام . فموسوي هو رئيس الوزراء الأسبق ورضائي كان قائداً للحرس الثوري ونجاد كان عمدة طهران وكروبي كان رئيساً للبرلمان.
صحيحٌ أن نجاد يستفز الغرب، ولكن موسوي إن جاء لن يعطي للغرب ما يريد ولن يتنازل عن البرنامج النووي بعد أن وصل إلى هذه المرحلة ، لأن البرنامج النووي طموح قومي إيراني للمواطن والرئيس.
لماذا إذن هذا الموقف من أمريكا ومن الغرب تجاه ما يجري في إيران. الشىء المؤكد أن هذا الموقف ليس من قبيل الخوف على الديمقراطية أو الحريات أو حقوق الإنسان أو من أجل سواد عيون الشعب الإيراني.
وما هو الدليل على أن الإنتخابات الإيرانية قد زورت من الأساس، فالآلاف التي خرجت تؤيد موسوي خرج مثلها آلاف تؤيد نجاد !
لاشك أن الغرب يعرف كل ذلك ويعرف أنه لا موسوي ولا غيره سيحمل معه التغيير المطلوب، ويعرف أن البرنامج النووي باق حتى وإن بعث الشاه من قبره وحكم إيران مرة أخرى.
إذن موقف الغر ب ليس له سوى هدف واحد وهو تفجير إيران من الداخل ونشر الفوضى الهدامه فيها والقضاء على الدولة الإيرانية، وهو أمر لا يقل خطورة على منطقتنا من توجيه ضربه عسكرية لإيران .
لذا فليس هناك مجال إطلاقاً للشماته فيما يجري داخل إيران مهما كانت تحفظاتنا كعرب على الكثير جداً من سياسات إيران تجاه عالمنا العربي . فإنهيار إيران لا يختلف عن ضربها عسكرياً لأن كلاهما سيأتي بالخراب على المنطقة..