حتى وإن كانت خمر قديمة في زجاجات جديدة

حتى وإن كانت خمر قديمة في زجاجات جديدة

 من حق العرب والمسلمين أن يعبروا عن ارتياحهم حول ما ورد بكلمة الرئيس الأمريكي باراك أوباما التي وجهها للعالم الإسلامي من القاهرة، وذلك بسبب السنوات العجاف التي قضيناها مع الجنون والإجرام الذي اتسم به ذلك الفريق الأمريكي المسمى بالمحافظين الجدد الذين خربوا العالم وجلسوا على  تلته.
هذه الثلة التي أوصلت الوجه الأمريكي إلى أقصى درجات القبح بسبب المغامرات المجنونة التي ساروا فيها وبسبب الخطاب المعادي للعالم الإسلامي والربط بين  الإسلام والإرهاب.
هؤلاء المحافظون الجدد الذين لم يرضهم خطاب أوباما للعالم الإسلامي وقالوا عنه أنه يبرز أمريكا على أنها ضعيفة، نسوا أنهم هم الذين أصابوا أمريكا في الصميم بجنونهم وبتحالفهم مع الشيطان. هذه المجموعة من المحافظين الجدد قال عنهم الكاتب الأمريكي ريتشارد كلارك صاحب الخبرة الكبيرة في البيت  الأبيض ، حيث قضى ثلاثين عاماً كموظف فيدرالي به، قال عنهم في كتابه “ ضد كل الأعداء”:
“ لقد أحاط جورج بوش نفسه بمجموعة من زملاء فصول الدراسة ، وهم مجرمون بالفطرة، بل أشد إجراماً من عصابات المافيا”.
كان لابد إذن للمسلمين أن يبدو درجة من الارتياح لخطاب أوباما الإسترضائي ، حتى وإن كانت أهداف أوباما من هذا الخطاب هو إعادة صياغة الصورة الأميركية المشوهة وتقديم الذات بشكل جديد، خاصة وأن أمريكا لم تعد كما كانت، لا نقل ضعفت، ولكن نقول أنها لم تعد بذات الدرجة من الهيمنة على مجريات الأحداث في العالم، وبالتالي لابد أن تكون الدبلوماسية الأمريكية متوائمة مع ما حدث من تغير في العالم.
ومهما كانت النوايا الأميركية، فلابد لنا كعرب ومسلمين أن نرد على كلام أوباما بذات الود والاسترضاء حتى لا يقال أن العرب والمسلمين رفضوا اليد التي مدها أوباما لهم ولم يقابلوا إحسانه بإحسان، على الرغم من أن الكثير مما قاله أوباما في خطابه كان بمثابة خمر قديمة في زجاجات جديدة خاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وموقف أمريكا من إسرائيل، وعلى الرغم من أن هذه الكلمة الأوبامية ستظل مجرد مقطوعات أدبية بليغة أعدها خبراء كبار في العلاقات العامة وخبراء يعلمون كيفية استرضاء العربي ، وربما يعرفون المثل العربي” امدحه وخذ بشته” ، ستظل هذه الكلمة إذن مجرد شاهد على براعة معديها ما لم يتحول ما ورد فيها إلى أفعال على الأرض .