اللقاح لن يعالج نقاط الضعف الكامنة

اللقاح لن يعالج نقاط الضعف الكامنة

بثينه خليفه قاسم

9 ديسمبر 2020 

اللقاح لن يعالج نقاط الضعف الكامنة

لأول مرة منذ بداية الجائحة نستمع إلى تصريح يدعو إلى التفاؤل من منظمة الصحة العالمية منذ بداية جائحة كورونا، فكل التصريحات السابقة كانت تدعو إلى الخوف إن لم يكن الرعب وكانت هذه التصريحات فحواها دائما أن الأسوأ لم يأت بعد .

ولكن مع النتائج الايجابية للقاحات في أنحاء العالم بدأ مدير المنظمة أدهانوم غيبريوس يقول أن العالم يمكنه أن يبدأ في الحلم بنهاية الفيروس.

والحقيقة أن تفاؤل غيبريوس وتفاؤل أي إنسان في العالم تجاه التخلص من هذا الفيروس المرعب وعدم التعرض لأي أوبئة أخرى في المستقبل القريب، مرهون بأشياء معينة أشار إليها مدير المنظمة في حديث، وأول هذه الأشياء كما وردت على لسانه حرفيا “أن الدول الغنية والقوية يجل ألا تدهس الفقراء والمهمشين في التدافع على اللقاحات “.

وهذه جملة معبرة جدا وهامة جدا إذا أراد العالم أن يستوعب الدرس وأن يستعد لصنع مستقبل أفضل وأقل خطرا لشعوب العالم .

ولكن العبارة الأكثر أهمية التي جاءت على لسان مدير منظمة الصحة العالمية ،فهي أن اللقاح يمكن أن يحمي من الفيروس ولكنه “لن يعالج نقاط الضعف الكامنة “،،فهذه العبارة معناها أن اللقاح لن يستطيع أن يعالج الأسباب التي أدت إلى ظهور الفيروس وغيره من عشرات الأمراض التي سبقته والتي يمكن أن تأتي بعده ،ولن يستطيع أن يعالج الفقر والجوع وتغير المناخ الناتج عن الانبعاثات التي تطلقها مصانع الدول الكبرى التي تسعى إلى الثراء حتى ولو أدى هذا إلى شقاء البشرية كلها وظهور أمراض لا قبل لأحد بها .

أعلم أن ما أقوله، وما قاله مدير منظمة الصحة العالمية لا جدوى منه فلا قبل لأي قوة أن تقنع الكبار في هذا العالم أن يخففوا الاعتداء الصارخ على البيئة الذي لوث الهواء والمياه والطعام وأحدث خللا خطيرا وولد كائنات وأمراض لن يستطيع العلماء أن يحاصروها مثل الكورونا الذي حير الجميع والذي يتوقع ألا يكون الأخير إذا ما استمر العالم في اعتدائه السافر على الطبيعة.

صحيح أن هذا الوباء كشف لنا عن أشياء جميلة في هذا العالم مثل التضحية والشهامة والتفاني في خدمة الانسانية مثل تلك التي أبداها العاملين في القطاع الصحي من أطباء وغيرهم، ولكنه كشف في الوقت ذاته عن أسوأ ما في العالم من صراعات واستقواءات واستغلال لمعاناة البشر من قبل دول وشركات وغيرهم.