الفن الشاذ لمن يُقدم؟

الفن الشاذ لمن يُقدم؟

بثينه خليفه قاسم 

٦ مايو 2022

الفن الشاذ لمن يـُقدم ؟

كل عام في شهر رمضان الفضيل تزدحم الفضائيات العربية بألوان من الفنون والدراما التي يكون لها ما لها وعليها ما عليها. ولكن ما ازعجنا هذا العام واعوام سابقة هو برنامج رامز جلال، ذلك البرنامج الذي لم نستطع أن نهضمه أو نستمتع به بأي شكل من الأشكال.

لقد تعلمنا أن الفن بشكل عام اما أن يقدم لك درسا أو يعلمك فضيلة ما وإما أن يحقق لك المتعة والتسلية والترفيه ويخفف عنك أعباء الحياة.

ولكن هذا البرنامج الذي يتم تمويله بأموال طائلة لا يقدم لا هذا ولا ذاك، فهو فن شاذ، إذا جاز لنا أن نسميه فنا من الأساس.

فإذا قيمناه من ناحية المنفعة أو الدرس المستفاد فلن نجد شيئا وإذا قيمناه من ناحية تحقيق المتعة أو التسلية للمشاهد فلا نجد شيئا!!

فما هي المتعة التي تتحقق من استضافة الناس وتعريضهم لمقلب ووضعهم في حالة رعب غير عادية لا ينتج عنه أي شيء سوى اضحاك مقدم البرنامج نفسه بشكل سادي سخيف.

وهناك أسئلة أخرى لابد نسألها هنا، من بينها: لماذا يوافق الضيوف على حضور مثل هذا الاسفاف وهم يعلمون سلفا أنهم سيتعرضون لمقلب غير أدمي لا يحترم انسانيتهم؟ هل يأتون من أجل المال على الرغم من أنهم في الغالب من نجوم الفن والرياضة وغيرهما ممن لا يحتاجون إلى مزيد من المال ؟

ولكن السؤال الأهم هنا: لماذا يقوم ممول هذا البرنامج بإنفاق ملايين الدولارات على برنامج لا يفيد ولا يمتع بل يسيء للفن ويدمر صورته؟

ربما يجيب أحد على أسئلتي بأن المسألة هي السعي لتحقيق الكسب وأن هناك جماهير كثيرة تتابع مثل هذا الاسفاف، وأنا أقول أن هذا ان صح، فنحن في مصيبة كبرى، لأن أكثر شيء يدعو للإحباط هو أن يكون لهذا الهراء جماهير تتابعه وتنتظره.