الشعوبيون في الأرض…

الشعوبيون في الأرض…

أصابت إيران أم أخطأت، لها دوماً جنود بيننا هنا ضمن منظومة كبيرة من المطبلين والوكلاء ممن يغضبهم جداً حديث العرب عن صفقة أميركية – إيرانية قد تكون على حساب مصالحهم. يرى هؤلاء العيب في خوف العرب على مصالحهم التي قد تضار بفعل تلك الصفقة إن وقعت، ولكن لا يشغلهم أبداً أن تدعم هذه الصفقة تمدد هيمنة إيران على حساب العرب، الصفقة إذن لا عيب فيها لدى هؤلاء الجنود الساعين دوماً لتبييض وجه الدولة الصفوية، ولكن العيب هو أن يتحدث العرب عنها من وجهة نظرهم. ذلك أن مهمة هؤلاء الفلاسفة هي دفع التهمة عن إيران واستغفال البسطاء وإسعاد رفاق الدرب بمواصلة التطبيل  للملالي على الضفة الأخرى.
إن أهم ما يميز هؤلاء الفلاسفة في كتاباتهم الصحافية هو إجادة استخدام اسلوب التجاهل، فإذا حدث تصريح أخرق لأحد القابعين هناك تجدهم يتجاهلون المسألة ويبدؤون في الحديث عن حسن النوايا والحديث عن عقلاء الأمة في الناحيتين…
إذا لم يكشر عمرو موسى عن أنيابه ويقطب جبينه عند رؤية أحد أعضاء حكومة الكيان الصهيوني فهو ضد العروبة وضد الأمة ويستحق أن يجلد آلاف المقالات ليل نهار! لكن إذا قال “ناطق نوري” إن “البحرين هي المحافظة الرابعة عشرة” تجاهلوا الأمر ولم يكتبوا كلمة.
إذا أعلن المغرب أن أحبابهم حاولوا العبث بأمنه، قالوا إن المغرب تسرع في قراره، أما إذا قال أحبابهم إن وصف الخليج بكلمة عربي هو وقاحة من العرب، سكتوا تماماً وكأنهم ليسوا من أهل الخليج العربي.
هم متفرغون فقط لتوظيف الشعوبية التي تعشعش فيهم حتى النخاع لتسفيه العرب وكل ما يمت للعروبة بصلة، وإذا حاول أحد أن يضع إصبعه على مرضهم العضال ثاروا وانتفضوا وقالوا نحن “عرب أقحاح”.