الشراكة المجتمعية والإنتماء الوطني

الشراكة المجتمعية والإنتماء الوطني

بثينه خليفه قاسم 

٢ ابريل ٢٠٢٢ 

الشراكة المجتمعية والانتماء الوطني

كلمة الفريق أول الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة وزير الداخلية خلال الاحتفال بيوم الشراكة المجتمعية والانتماء الوطني أحدثت زخما كبيرا ونبهت بشدة إلى أهمية بناء التلاحم الوطني والشراكة بين مكونات المجتمع في مواجهة الخطر الخارجي القادم من ميدان العالم الافتراضي وما يجري خلاله مما يسمى بحروب الجيل الخامس التي تهدد كيانات وهويات الدول .

وأهم ما يقال هنا أن مسألة التعامل مع الفضاء الالكتروني لم تعد اختيارا لأحد، فالكل موجود في هذا الميدان أراد أم لم يرد والكل يتلقى ويرسل في نفس الوقت والكل يوجه الضربات ويتلقى الضربات ولا سبيل للانزواء أو التحصن من هذا الميدان الجبار ..

الحصن الوحيد الذي يحمي الفرد والمجتمع هو ثقافة الشعب وقدرته على الفهم والفرز لما يجري حوله وللمضامين التي تستهدف عقله.

ثقافة الشعب هنا هي بمثابة ” الفلتر” الذي ينقي الرسالة القادمة من الشوائب التي وضعت فيها لتضرب هوية هذا الشعب أو هذه الأمة بالتدريج وزرع هوية أخرى هشة.

وعلى قدر قوة ” الفلتر” الذي يحجز الشوائب والرسائل المسمومة تكون قدرة الشعب على التصدي وممارسة النشاط الايجابي في المقابل لنشر وتثبيت الصورة الصحيحة والمشرقة عن هويتنا.

وهنا تصبح الشراكة المجتمعية أمرا غاية في الأهمية، لأن الدول وحدها لن تقوم بهذه المهمة لأن المجتمع كله يقف في الميدان  ويتخذ قراراته في التعامل مع ما يرسل وما يدور في هذا الفضاء الخطير .

فالدول والشعوب الواعية هنا هي التي تستطيع أن تؤمن من نفسها من هذا الخطر من ناحية وتجتهد لتحوله إلى فرصة وسلاح من ناحية أخرى .

وفي هذه المناسبة ننبه إلى ضرورة الاستمرار في نشر الوعي والعمل على تحصين الشباب بوجه خاص الذي يعيشون ليل نهار في هذا الميدان الافتراضي ويتعرضون لضغوط نفسية وإستمالات عقلية وعاطفية خطيرة.