بثينه خليفه قاسم
4 يناير 2021
السوس الذي ينخر في عظام العراق
معاناة الشعب العراقي خلال السنوات الماضية لم تكن من فراغ ولكنها كانت بسبب الفساد الذي ينخر كالسوس في عظام البلاد والدليل على ذلك هو هذا الخبر الصادم الذي أذيع مؤخرا. فقد تم إحالة ٢٠ وزيرا عراقيا للمحاكمة بتهم الفساد!!
يا له من خبر عجيب، فكم بقي اذا كان هناك ٢٠ وزيرا متهما بالفساد ؟وكيف يكون حال المؤسسات وقيادات الصف الأول والثاني والثالث عندما يكون الوزير فاسدا؟
لا مجال ولا مكان لأي شخص صالح ضمن منظومة يعشعش فيها الفساد بهذا الشكل المرعب. فالوزير هو الذي يختار ما يليه من قيادات الصف الأول بوزارته أي وكلاء الوزارة مثلا ثم يقوم وكلاء الوزارة باختيار مديري العموم أو مديري الإدارات حسب التوصيف الإداري الموجود، وبناء عليه تصبح الوزارة كلها على شاكلة الوزير، وهو ما حدث بالضبط، فبقية الخبر الذي قرأناه تقول أن قائمة الذين تم تحويلهم للقضاء طويلة وتشمل قيادات ومسئولين في كافة الدرجات كما ذكرت وكالة الأنباء العراقية فالعدد الإجمالي لمن سيتم محاكمتهم ٣٣٣ مسئولا من بينهم كثيرون يحملون جنسية مزدوجة، ولنضع خطا تحت جنسية مزدوجة .
وجاء أيضا إن الفئة التي هي أقل من مدير عام، يصل عددهم إلى أكثر من 286 ، وهم أحيلوا غيابيا للمحاكم، فيما تمت كفالة 72 ومن ضمنهم وزيران وأربعة بمنصب مدير عام، و66 من درجة درجات وظيفية أقل.
مظلوم الشعب العراقي الشقيق، فبعد كل هذه السنوات من المعاناة وبعد كل الدماء التي سالت لم يجد شيئا سوى الفساد وسوى النهب الذي أفقره وهو من أغني شعوب العالم .
