الدورات التدريبية للإعلام الخارجي

الدورات التدريبية للإعلام الخارجي

مهما كانت الشهادات النظرية التي يحصل عليها الإنسان، إلا أن الحياة العملية أو المهنية شأن آخر، حيث إن التفوق فيها لا يرتبط بالتفوق الدراسي وحده. ولعل الكثيرين يتفقون معي في صحة هذه الفرضية على  الأقل بالنسبة للمتخرجين من جامعاتنا العربية . حيث إن النواحي العملية والتدريبية الضرورية لمهن بعينها ومن بينها الصحافة والإذاعة والتلفزيون ليست كافية في تقديري لصقل موهبة الشاب المتطلع للعمل في هذا المجال.
وإذا ركزنا على الصحافة ، نجد أننا في البحرين في حاجة دائمة إلى هذا التدريب، لأن مهنة الصحافة لدينا لا تزال في حاجة ماسة لهذا التدريب خاصة ً في ظل الطفرة الكبيرة التي تحدثت في مجال إصدار الصحف في السنوات الأخيرة، وانضمام عدد كبير من الشباب إلى هذا المجال.
وقد تبنى الإعلام الخارجي وله كل الشكر والتقدير خلال عام 2009 تجربة ناجحة ومفيدة في هذا المجال، عندما أقام دورة تدريبية في فن كتابة المقال السياسي، وكانت دورة عظيمة الفائدة، بالنسبة لي لممارسة الكتابة الصحفية. وكان المسئول عن التدريب في هذه الدورة هو الدكتور جان كرم صاحب المؤسسة اللبنانية العربية للإعلام والتنمية، تلك المؤسسة التي أثبتت نجاحاً كبيراً في مجال التدريب الصحفي بفروعه المختلفة رغم أنها بدأت بمجهود فردي للدكتور جان وحرمه السيدة الفاضلة / منى عيسى.
ولفرط إعجابي واستفادتي من هذه الدورة الصحفية التحقت مؤخراً بدورة أخرى ذات صلة بالشأن الإعلامي ، واستفدت منها بشكل عملي لم أكن أتخيله. وهذا ليس بالشيء الجديد، فقد كانت بيروت ولا تزال منارة ومدرسة عريقة في مجال الصحافة والإعلام ، وطالما كانت بها قامات طويلة ، ليس في الصحافة وحدها ولكن في كل مجالات الثقافة والفكر.
وأتمنى أن يواصل الإعلام الخارجي برئاسة الشيخ عبدالله بن أحمد هذا النهج التدريبي من خلال هذه الدورات على أرض البحرين بالتعاون مع هذه المدرسة اللبنانية العريقة من أجل صنع جيل من الصحفيين والإعلاميين يكون قادراً على الممارسة الصحيحة للمهنة في ظل هذه النهضة الصحفية البحرينية ، لأنه لن يكون في الإمكان دائماً أن يذهب كل فرد للتدريب في الخارج بشكل منفرد لأسباب عديدة ، ناهيك عن أن هذه الدورات تفيد الكبير والصغير، وتفيد المستجد على المهنة وتفيد من يمارسها منذ أعوام طويلة ، لأنها على الأقل تؤدي إلى نوع من تلاقح الأفكار والاستفادة من تجارب الغير.