التعايش مع كورونا

التعايش مع كورونا

بثينه خليفه قاسم

9 مايو 2020

 

التعايش مع كورونا

 

لم يعد أمامنا كجزء من هذا العالم سوى التعايش مع هذا الوباء الخطير الذي لم يعرف له لقاح أو دواء حتى الآن.

 

صحيح أن مئات المؤسسات العلمية والطبية في أنحاء العالم تسابق الزمن من أجل إيجاد دواء أو لقاح، والكل يريد أن يسبق، ليس فقط لينقذ نفسه وشعبه ويخدم الإنسانية ولكن أيضا ليكسب وليستثمر هذا المرض في تحقيق أرباح مادية، ابتداء من رئيس مدغشقر الذي يروج لنوع من الشاي لعلاج كورونا ووصولا إلى المختبرات العملاقة في الصين وفي أمريكا وأوروبا .

 

ولكن حتى الآن لم نجد شيئا نهائيا وحاسما في هذا الأمر، فكلما قرأنا أو سمعنا عن بارقة أمل هنا أو هناك ،جاءنا من يفند ويشكك ويقول لا دليل .

 

نحن إذن لا نملك الدواء أو اللقاح حتى اللحظة، ولكن لابد للحياة أن تستمر، فتوقف الأعمال وتوقف السفر لا يمكن أن يدوم إلى الأبد، لأن هذا سيؤدي أيضا إلى الموت لأسباب أخرى بما سينتج عن ذلك من انهيار اقتصادي وبطالة وفقر وتأثيرات خطيرة عمت العالم كله خلال شهر واحد من التوقف .

 

اذا كنا لا نملك الدواء أو اللقاح ،فنحن نملك الوقاية من خلال اتباع التعليمات الصحية ونستطيع أن نتعايش بشكل ذكي مع هذا الفيروس الخطير.

 

نحن في البحرين مثلا دولة تعتمد على السياحة والفندقة بشكل كبير ولابد أن تستقبل الكثير من الأجانب و بالتالي لابد من عودة الحياة لهذا القطاع الهام مع اتباع كافة تعليمات الوقاية الخاصة بالطيران والإقامة في الفنادق حتى يأمن المواطن والمقيم على حياته ولكي نستطيع بناء سمعة طيبة عن البحرين في أنحاء العالم .

 

فيما يتعلق بكثير من الأعمال المكتبية والتي تعتمد على الانترنت فلا مشكلة لأنه سيمكننا التوسع فيها ومكتبة كل ما يمكن مكتبته من أعمال وخدمات.

أما الأعمال اليدوية أو البدنية فلابد من الالتزام بكافة تعليمات الوقاية والنظافة والاشراف الصارم على تنفيذ ذلك في كل مواقع العمل حفاظا على الأرواح حتى يأذن الله ويأتي الفرج .

 

ويبقى التعليم وضرورة وضع استراتيجية واضحة تتناسب مع مرحلة التعايش الذكي مع الفيروس من خلال التوسع في التعليم عن بعد ووضع خطة زمنية تراعي التباعد بين الطلاب خلال التواجد داخل المدارس وخلال الامتحانات.

 

العالم كله سيتعايش مع الفيروس والدولة التي ستفشل في التعامل الذكي مع الفيروس ستجد نفسها معزولة تلقائيا خاصة فيما يتعلق بالسفر منها أو إليها .