الإسلام أم العثمانية الجديدة؟

الإسلام أم العثمانية الجديدة؟

بثينه خليفه قاسم 

29 نوفمبر 2020

الإسلام..أم العثمانية الجديدة ؟

هناك فرق كبير بين من يدافع عن الإسلام والمسلمين وبين من يستخدم الإسلام ويستخدم فريق من المسلمين في تحقيق طموحاته وأحلامه السياسية .وهناك فرق بين من يدافع عن الإسلام ومن يدعم الإرهاب الذي يطعن الإسلام أكثر من أي عدو آخر. 

واذا كان هناك اسلاموفوبيا في هذا العالم فلا يجب أن يقوم بعض المسلمين بتوفير الفرصة والمبرر لمن يقومون بتغذية هذه الفوبيا. 

ولا شك أن الجماعات الإرهابية التي ترفع راية الإسلام، والإسلام منها براء، هي أكثر من يوفر هذه الفرصة لرعاة الاسلاموفوبيا أينما وجدوا.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعا المسلمين إلى نبذ الخلافات حتى يتمكنوا من الدفاع عن المقدسات في كلمة ألقاها اليوم السبت الماضي  -عبر تقنية الفيديو في المؤتمر السنوي 23 للجمعية الإسلامية الأميركية- وقال أردوغان إنه إلى جانب وباء كورونا، واجه المسلمون هذا العام فيروس معاداة الإسلام الأسرع انتشارا.

وحتى هنا لا بأس فالدعوة إلى نبذ الخلافات دعوة سامية وهامة لتوحيد الصفوف، ولكن كيف يحدث هذا في ظل قيام أردوغان نفسه باستخدام المسلمين في قتل المسلمين من خلال تسليح وتمويل الجماعات الارهابية في ليبيا وسوريا والعراق ليقوموا بقتل بني جلدتهم وبني دينهم ؟

هل هذا لمصلحة الإسلام؟ وهل هذا يؤدي لتوحيد الصف الذي ذكره أردوغان في كلمته؟ هل هذا يفوت الفرصة على الاسلاموفوبيا في أنحاء العالم أم يغذيها؟ 

انه من الجيد أن أردوغان نفسه قال في نفس الكلمة أن السبب الحقيقي وراء تصاعد معاداة الإسلام هو الخلافات بين المسلمين، وانشغالهم ببعضهم البعض ..فمن الذي مول ومن الذي سلح هؤلاء الذي يزرعون الفرقة ويسعون لمحو الدول من على الخريطة ؟

هل الإسلام هو ما يريده أردوغان أم العثمانية الجديدة واستعادة ميراث الأجداد ؟

في حديثه عن سياسة بلاده تجاه أزمات العالم الإسلامي، قال الرئيس التركي إن تركيا تتعامل مع الأزمات المختلفة في العالم الإسلامي من منطلق الدفاع عن المظلومين في سوريا واليمن وفلسطين وإقليم ناغورني قره باغ، الذي كان تحت الاحتلال الأرميني، داعيا المسلمين للدفاع عن القدس، ولو بأرواحهم، واصفا المدينة المحتلة ومقدساتها بأنها شرف الأمة الإسلامية.

فكيف هذا ؟وكيف توضع القدس ويوضع شرف الأمة الذي ذكره أردوغان في سياق واحد مع ما يقوم به في ليبيا وسوريا واليمن ؟ ومن هم المظلومين الذين يدافع عنهم هناك ؟كيف هذا والمسلمون هم الوقود وهم الضحايا في معارك أردوغان من أجل المظلومين ؟