الإخوان.. لا عهد ولا أمان

الإخوان.. لا عهد ولا أمان

بثينه خليفه قاسم 

7 مايو 2021

الاخوان ..لا عهد ولا أمان

حالة من التخبط وعدم التوازن أصبحت تسود جماعة الإخوان الإرهابية خلال الأيام الماضية بسبب الضربات التي تلقتها وجعلتها في حالة لم يسبق لها مثيل في تاريخها .خلال أسبوع واحد قامت الجماعة بفعل الشيء ونقيضه، وبررت كل من الفعلين بشكل يبين أنها تترنح بالفعل .

فقد قام وفد من الجماعة ممن يقيمون في اسطنبول بزيارة إلى حزب السعادة التركي، وهو حزب المعارضة التركي الرئيسي الذي يسعى إلى أخذ السلطة من الرئيس رجب طيب أردوغان .

الدنيا كلها تعرف أن أردوغان هو الذي استضاف قيادات هذه الجماعة ووفر لهم على مدار سنوات طويلة عيشة هنيئة في اسطنبول، ومع ذلك، بدأت قيادات هذه الجماعة تدير ظهرها على ما يبدو لأردوغان بعد أن اختار الأخير أن يستعيد علاقاته الطيبة مع مصر والسعودية بدلا من استضافة جماعة لما تجلب له سوى الخسارة وجعلته يقطع أواصر المودة مع أكبر دولتين عربيتين بلا أي عائد .

هل هي صدفة أن تقوم قيادات من هذه الجماعة بزيارة إلى الحزب المعارض لأردوغان بعد أيام قليلة من قيام تركيا بمنع قنوات تلك الجماعة التي تبث من تركيا من التطاول على مصر والسعودية؟

لا يمكن أن يكون ذلك صدفه ولا يمكن أن يكون اللقاء للمجاملة أو تناول القهوة في هذا التوقيت، ولكن هذا هو نهج الجماعة في تبرير الشيء ونقيضه تحت شعار فقه الضرورات الذي تتبعه .

ولما أيقنت الجماعة أن لقائها بخصوم أردوغان صاحب الفضل عليها ،قد استخدم إعلاميا للتشهير بانتهازيتها وبفعلها الشيء ونقيضه، قررت أن تصدر بيان لتطييب خاطر أردوغان وشكره على حسن الضيافة خلال كل هذه السنوات .

وقد جاء البيان على لسان أكبر شخصية في الجماعة حاليا وهو ما يسمى بنائب المرشد العام، حيث حاول عبثا ان يبرر لقاء قيادات جماعته بخصوم الرئيس التركي، ولكنه جاء بأثر عكسي وأظهر حالة الترنح التي تعانيها الجماعة، وذكرنا بخطاب الرئيس الاخواني مرسي عندنا خاطب رئيس الوزراء الإسرائيلي بعبارة صديقي الحميم وهو الذي كان قبل ذلك يتخذ من عداء جماعته لإسرائيل شرعية لوجوده في الشارع.