الأمن ثم الأمن ثم الأمن…

الأمن ثم الأمن ثم الأمن…

الإحساس بالأمن والأمان من أهم عوامل التقدم والإبداع للمواطن في أي دولة من الدول؛ ذلك لأن فقدان الأمن – لا قدر الله- يؤدي إلى تعطيل ملكات الإبداع لدى الإنسان. هذا على المستوى الفردي، أما على مستوى المجتمع ككل، فإن الفشل في حفظ الأمن وانتشار العنف يسبب أضراراً لا حصر لها، أولها بناء صورة ذهنية غير طيبة عن هذا البلد أو ذاك لدى شعوب الدول الأخرى، وبالتالي يتأثر الاستثمار سلباً بسبب الخوف الذي يعتري أي إنسان يريد لمشروعاته النجاح لا الدمار والخسران. وبناءً على ذلك يكون المردود هو مزيد من البطالة ومزيد من الأمراض الاقتصادية والاجتماعية.
ومن نعم الله، ومن حكمة القيادة في مملكتنا العزيزة أن بالبحرين قوانين وتسهيلات تخدم المستثمر وتشجعه أكثر من أي مكان في العالم، إلى جانب البنية التحتية والتقدم العمراني والخدماتي الذي أبهر العالم كله، وجعله يقوم بتكريم صاحب السمو رئيس الوزراء على جهوده الجبارة في هذا الشأن.
وبما أن الأساس الضروري موجود، والسمعة الطيبة للبحرين متوافرة في الخارج، فلا يمكن لأي شيء أن يوقف مسيرتنا الاقتصادية بشكل عام، والاستثمار بشكل خاص سوى محاولات تكدير الأمن التي قد تنطلق من وقت لآخر.
لذلك، فإنه يعد من قبيل الولاء والانتماء والحب لهذا البلد أن نتعاون مع الجهود الجبارة لرجال الأمن الساهرين على حماية مصالحه، التي هي مصالحنا جميعاً. وعلينا جميعاً أن نربي أبناءنا على ثقافة الاحترام لهؤلاء الرجال، فرجل الأمن ليس عدواً، ولكنه إنسان يسهر ويتعرض للخطر لكي ننام نحن آمنين، ولكي يحرس ممتلكاتنا ومصالحنا.
ولاشك في أن الصورة المشرقة لجهاز الأمن البحريني بكافة فروعه تشجع على نشر ثقافة الاحترام والتقدير لرجاله وللقانون الذي يقومون على تطبيقه. فلقد قام هذا الجهاز خلال فترة زمنية قصيرة بإحباط مخططين لو قدر لهما أن يقعا، فلا احد يدري ما الذي كان سينتج عنهما، وهذا هو النجاح الحقيقي، لأن الضربة الاستباقية لها ميزات عديدة، فهي إلى جانب نجاحها في تجنيب المجتمع خسائر مادية وبشرية، تؤدي أيضاً إلى إحداث نوع من الانكسار المعنوي لمن يخططون لهذه الأعمال الدنيئة، وتجعلهم يفكرون ألف مرة قبل تكرارها.
فتحية لكل من يسهر من أجل هذا الوطن، وقطع الله كل يد تمتد لإلحاق الأذى به!