الأغبياء أكثر ضرراً من الأعداء

الأغبياء أكثر ضرراً من الأعداء

بثينه خليفه قاسم 

٤ يوليو ٢٠٢٢

الأغبياء أكثر ضررا من الأعداء!

كتب خورشوف الرجل الثاني في الاتحاد السوفيتي في مذكراته أن الرئيس ستالين رئيس الاتحاد السوفيتي حتى 1952 أخبره عن مؤامرة كبيرة تعرض لها مصنع ضخم لتصنيع الإطارات هدية من شركة فورد الأمريكية وأن المعمل ينتج بشكل جيد منذ سنوات إلا أنه في الشهور الستة الأخيرة أصبحت إطاراته تنفجر بعد بضعة كيلومترات دون معرفة السبب ولذلك قال ستالين لخورشوف أريدك أن تذهب وتحقق بنفسك في الموضوع.

بدأ خروشوف التحقيق وكان أول ما لفت نظره حائط الأبطال فى مدخل المصنع ويتضمن صور أفضل العاملين خلال شهر إلا أن التحقيقات التي شملت جميع العاملين لم تنجح في التوصل إلى أي نتيجة.

يضيف خروشوف: عدت وتأملت سير العمل من نقطة الصفر إلى النهاية ولم أجد ما يشير إلى أى خطأ فكل شيء طبيعي ومتقن ولكن الإطار انفجر بعد تجربة بضعة كيلومترات. جمعت المهندسين والعمال والإداريين واتصلت بالمهندسين الأمريكيين دون الوصول إلى حل. حللت المواد الخام المستخدمة في صناعة الإطار وجاءت كل النتائج ممتازة جدا ولكن انفجر الإطار.

أحسست بالعجز وبينما أنا أسير محبطا لفت نظري حائط الأبطال الذى ترأسه مهندس منذ ستة شهور أى منذ بدأت الإطارات تنفجر. لم أستطع النوم وفى اليوم التالي استدعيته وطلبت منه أن يشرح لى سبب أن أصبح بطل الإنتاج لستة أشهر متتالية. أجاب بأن ذلك يرجع إلى نجاحه فى توفير ملايين الروبلات للمعمل وللدولة وبسؤاله عن ذلك قال بفخر: قمت بتخفيف عدد الأسلاك المعدنية فى الإطار وبذلك استطعنا توفير مئات الأطنان من المعادن يوميا. 

هنا أصابتني السعادة الكبيرة لأنني عرفت حل اللغز أخيرا واتصلت بستالين أشرح له ما حدث، وبعد دقيقة صمت قال لى ستالين بالحرف: والآن أين دفنت جثة هذا الغبي؟ قلت له: في الواقع لم أعدمه يا رفيق سأرسله إلى سيبيريا لأن الناس لن تفهم لماذا نعدم بطلا للإنتاج!

الأغبياء أكثر ضررا من الأعداء!