الأرقام المرعبة ليست كذلك

الأرقام المرعبة ليست كذلك

بثينه خليفه قاسم

26 ابريل 2020

 

الأرقام المرعبة ليست كذلك

 

على مدى ثلاثة أشهر على الأقل لم تنقل وسائل الإعلام للناس سوى أخبار تؤدي إلى الرعب واليأس، وهذه الأخبار جنبا إلى جنب مع عملية الحجز المنزلي التي يعيش تحتها ملايين البشر في العالم  قد أثرت على الصحة العقلية للبشر وأدت إلى تفاقم الأمراض النفسية لدى الكثير من الناس.

 

صحيح أن وسائل الإعلام تستخدم الأرقام في وصف تطورات وباء كورونا في أنحاء العالم، وصحيح أن الأرقام لا تكذب ولا تتحمل، ولكن المشكلة تكمن في كيفية قراءة هذه الأرقام وتحديد ظروف أخرى تأتي ضمنها هذه الأرقام، فالذي يقول مثلا أن عدد الوفيات في الولايات المتحدة مثلا حوالي ثلاثة أضعاف الوفيات في بريطانيا لا يبين أن عدد سكان الولايات المتحدة حوالي ٣٢٠ مليون نسمه وأن عدد سكان بريطانيا حوالي ٦٦ مليون نسمة وبالتالي يمكن أن تزول الغرابة في هذه المقارنة.

 

وعندما تقول دراسة علمية أن عدد إصابات كورونا هو عشرة أضعاف الأرقام الرسمية في مقاطعة معينة في الولايات المتحدة، فلابد أن تبين وسائل الإعلام التي نشرت نتائج هذه الدراسة أن العينة التي أجريت عليها الدراسة هي عينة من الأصحاء الذين لم تظهر عليهم أي أعراض مرضية وتبين انهم اصيبوا وتعافوا وتكونت لديهم أجسام مضادة دون أن يشعروا بشيء ،وبناء على ذلك يتبين لمن يتابع وسائل الإعلام أن هناك جانبا إيجابيا مهما جدا في هذه المسألة. هذا الجانب الإيجابي هو أن آلاف البشر يصابون بالفيروس دون أن يمرضوا ويتبين ما هو أكثر أهمية وهو أن النسبة المئوية للوفيات هي أيضا أقل مما يذاع بعشرة مرات مثلا، فتزداد نسبة الإحساس بالاطمئنان لدى الناس وتتراجع نسبة الرعب والفزع التي تسيطر على عقول الملايين على هذا الكوكب.

 

زبدة القول أنه ينبغي على وسائل الإعلام أن تكون أكثر مسئولية في هذا الوقت العصيب الذي تمر به البشرية وأن تتخلى عن الرغبة في أحداث السبق والفرقعة لصالح المسئولية الأخلاقية ولصالح الموضوعية التي يحتاجها ملايين المرعوبون في أنحاء هذا الكوكب .