أزمة المناخ والأخطار القادمة

أزمة المناخ والأخطار القادمة

بثينه خليفه قاسم 

١٨ يوليو ٢٠٢٢

أزمة المناخ والأخطار القادمة

أثناء كتابة هذه الكلمات كان قادة كثير من دول العالم يجتمعون في مؤتمر بطرسبورج في ألمانيا ليتباحثوا حول سبل مواجهة أزمة المناخ التي بدت آثارها المدمرة واضحة للإنسان العادي وليس فقط للعلماء المتخصصين والناشطين في مجال البيئة .

فعند كتابة هذه الأسطر أيضا كانت درجة الحرارة قد وصلت في لندن عاصمة الضباب إلى أكثر من ٤٠ درجة مئوية وكانت الحكومة البريطانية قد أعلنت حالة الطوارئ الصحية وأصدرت انذارا أحمر للمواطنين البريطانيين بتوخي الحذر وعدم مغادرة المنازل لأن هذا الجو يهدد الحياة ويمكن أن يسبب وفيات بين الأصحاء أنفسهم.

هذا جزء بسيط من مكونات الصورة الخطيرة التي أصبح عليها العالم نتيجة لما يسمى بالاحتباس الحراري الذي تسببه دول تعد على أصابع اليد الواحدة. ذلك الاحتباس الحراري الذي أصاب نواميس الطبيعة بالخلل صيفا وشتاءا، ففي الشتاء الماضي شهدت ألمانيا التي يجتمع العالم على أرضها اليوم دمارا كبيرا بسبب الفيضانات التي فصلت مساحات وتجمعات سكنية كبيرة بسبب الغرق المرعب الذي حدث.

الشيء الذي يدعو للخوف في هذه اللحظة هو عدم الثقة في قدرة العالم على مواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري الناتجة عن الانبعاثات التي تطلقها الدول الصناعية الكبرى، فقد اجتمعت حوالي ٢٠٠ دولة العام الماضي تحت رعاية الأمم المتحدة في غلاسكو باسكتلندا من أجل التصدي لتلك الظاهرة الخطيرة على كل الكائنات، ولكن لا شيء على الأرض حتى الأن، فهل يمكن للعالم بعد التطورات الأخيرة والانقسامات الناتجة عن الحرب الروسية الأوكرانية والنتائج الاقتصادية السلبية لهذه الحرب أن يتفق على أي إجراءات لمواجهة الظاهرة الخطيرة؟ وهل سيكون مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ Cop27 الذي سيعقد في مصر في نوفمبر القادم أداة جديدة لمواجهة العالم لهذا الخطر؟